الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{أَوَلَا يَذۡكُرُ ٱلۡإِنسَٰنُ أَنَّا خَلَقۡنَٰهُ مِن قَبۡلُ وَلَمۡ يَكُ شَيۡـٔٗا} (67)

والهمزةُ في قوله { أَوَلاَ يَذْكُرُ } مؤخرةٌ عن حرف العطف تقديراً كما هو قول الجمهور . وقد رَجَع الزمخشري إلى رأي الجمهورِ هنا فقال : " الواوُ عَطَفَتْ { لاَ يَذْكُرُ } على " يقول " / ووُسِّطَتْ همزةُ الإِنكار بين المعطوف وحرفِ العطف " ومذهبُه أَنْ يُقَدِّرَ بين حرفِ العطفِ وهمزة الاستفهام جملةً يُعْطَف عليها ما بعدها ، وقد فعل هذا - أعني الرجوعَ إلى قولِ الجمهور - في سورة الأعراف كما نبَّهت عليه في موضعِه .

قوله : { مِن قَبْلُ } ، أي : مِنْ قبلِ بَعْثه . وقَدَّره الزمخشري " من قبلِ الحالةِ التي هو فيها وهي حالةُ بقائه " .