وقوله ( رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ )( {[4070]} ) [ 127 ] .
أي : خاضعين لأمرك ، مستسلمين لك ، لا نشرك معك( {[4071]} ) في الطاعة أحداً ، فالمسلم الذي قد استسلم لأمر الله [ عز وجل ]( {[4072]} ) . والمؤمن هو الذي أظهر القبول لأمر الله سبحانه فأضمر( {[4073]} ) مثل ذلك .
فأما( {[4074]} ) قوله : ( قَالَتِ الاَعْرَابُ ءَامَنَّا قُل لَّمْ تُومِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا )( {[4075]} ) . فمعناه : ولكن قولوا : خضعنا( {[4076]} ) وأظهرنا الإسلام . فالمسلم على ضربين : مسلم أظهر مثل ما أضمر/ فهذا مؤمن مسلم ، ومسلم يظهر غير ما يبطن ، فهذا غير مؤمن . إنما هو مستسلم في الظاهر ولذلك قال لهم : ( وَلَمَّا يَدْخُلِ الاِيماَنُ فِي قُلُوبِكُمْ )( {[4077]} ) أي : إنما أظهرتم الإسلام خشية القتل ، ولم يدخل في قلوبكم منه شيء .
قوله في الدعاء( {[4078]} ) : ( وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ ) [ 127 ] .
دخول " مِنْ " يدل( {[4079]} ) على التخصيص لبعض الذرية ، لأن الله تعالى قد أعلم إبراهيم صلى الله عليه وسلم أن من ذريته من لا يناله( {[4080]} ) عهده لظلمه وفجوره . فخص إبراهيم عليه السلام بدعوته ، ولم يعم لما تقدم عنده من الخبر عن الله تعالى( {[4081]} ) .
والأمة هنا عني بها الجماعة( {[4082]} ) .
وتكون الأمة الإمام كقوله في إبراهيم صلى الله عليه وسلم ( كَانَ أُمَّةً )( {[4083]} ) ، أي : إماما( {[4084]} ) يقتدى به .
وتكون الأمة السنين( {[4085]} ) كقوله : ( وَلَئِنَ اَخَّرْنَا عَنْهُمُ العَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ )( {[4086]} ) ، أي : إلى سنين .
وتكون الأمة الملة كقوله : ( إِنَّا وَجَدْنَا ءَابَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ )( {[4087]} ) . أي : على ملة ودين .
وقيل : الأمة هنا محمد وأمته صلى الله عليه وسلم( {[4088]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.