قوله تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَّتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً ) إلى قوله( {[5080]} ) : ( مَالاَ تَعْلَمُونَ )[ 168 ] .
أي : ومن الناس من يعبد آلهة/وأصناماً من دون الله ، يحبون الأصنام كحبهم لله . أي يُسوّون بين الله وبين الأصنام في المحبة ، والمؤمنون أشد حباً لله من الكفار لآلهتهم .
وجاءت الهاء والميم للأصنام وهي لا تعقل لأنها كانت عندهم ممن يعقل ويفهم ، فخوطبوا على ما كان في ظنهم فأجريت مجرى من يعقل بالهاء والميم( {[5081]} ) .
قال ابن مسعود : " قال رسول الله [ عليه السلام ]( {[5082]} ) : " مَنْ مَاتَ يَجْعَلُ لله نِداً ، أَدْخَلَهُ اللهُ النَّارَ " ( {[5083]} ) ، وأنا أقول : " من مات لا( {[5084]} ) يجعل لله نداً ، أدخله الله الجنة " ( {[5085]} ) .
وقيل : المعنى : يحبون الأصنام كحبكم أنتم الله( {[5086]} ) ، وأنتم( {[5087]} ) أشد حباً لله من الكفار لآلهتهم( {[5088]} ) .
وقيل : جاء ضمير الأصنام بالهاء والميم ، وهي لا تعقل لأنهم لما عبدوها أنزلوها منزلة من يعقل( {[5089]} ) .
وقال السدي : " الأنداد هنا ساداتهم( {[5090]} ) الذين كانوا يطيعونهم كما يطيعون( {[5091]} ) الله( {[5092]} ) .
ثم قال : ( وَلَوْ تَرَى الذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ العَذَابَ ) [ 164 ] .
أي : ولو ترى يا محمد الذين كفروا وظلموا أنفسهم حين يرون عذاب الله لرأيت أمراً عظيماً ، ولعلمت أن القوة لله جميعاً .
فجواب " لو " محذوف ، وفتح " أن " على تقدير فعل محذوف وهو جواب " لو " ( {[5093]} ) .
وقيل : إن " أنْ " ( {[5094]} ) فتحت ب " تَرَى " . وهو قول المبرد والأخفش( {[5095]} ) .
و " ترى " بمعنى تعلم ، التقدير : " ولو يعلم الذين ظلموا جميعاً لتبينوا ضرر اتخاذهم( {[5096]} ) الآلهة دون الله " ( {[5097]} ) . وهذا إنما يكون على قراءة من قرأ بالياء( {[5098]} ) .
وقيل : معنى " ترى " تنظر( {[5099]} ) ، وأن التقدير : ولو تنظر يا محمد الذين ظلموا حين يرون العذاب لأقروا أن القوة لله( {[5100]} ) .
وقيل : فتحت " إن " على تقدير اللام( {[5101]} ) أي : ( {[5102]} ) لأن القوة لله ، والجواب أيضاً محذوف تقديره : لعلموا مبلغ عذاب الله ونحوه .
ومن كسر " إِنّ " كسرها على الابتداء ، وجواب " لو " محذوف أيضاً( {[5103]} ) .
وقيل : إنَّ كسرَها على إضمار القول أي : " يَقولونَ : إِنَّ القُوَّةَ للهِ " ( {[5104]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.