قوله : ( فِي ظُلَلٍ( {[6758]} ) مِّنَ الغَمَامِ وَالمَلاَئِكَةُ ) [ 208 ] .
مَن خَفَضَ " الملائكة " ( {[6759]} ) عَطَفَ على " ( ظُلَلٍ ) " ( {[6760]} ) .
وقال أبو( {[6761]} ) إسحاق : " هي عطف على الغَمَامِ " ، وهي قراءة أبي جعفر( {[6762]} ) ، وقراءة الجماعة [ بالرفع على العطف ]( {[6763]} ) على الاسم( {[6764]} ) المرفوع بعد " يَأتِيَهُمْ " ( {[6765]} ) .
وقرأ أبو جعفر " فِي ظُلالٍ( {[6766]} ) وَقَضَاءِ الأَمْرِ " بالمد والخفض( {[6767]} ) .
وفي قراءة أبي : " إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ وَالغَمَامُ فِي ظلل مِنَ الملاَئِكَةِ " .
وهذا الإتيان عند أكثرهم يوم القيامة يكون( {[6768]} ) .
وقال قتادة : " ذلك عند الموت " . وهو قول شاذ( {[6769]} ) .
وقيل : معنى ( فِي ظُلَلٍ مِّنَ الغَمَامِ )( {[6770]} ) ، " بظلل " ، ففي بمعنى( {[6771]} ) " الباء " . وهذا قول حسن بَيِّن( {[6772]} ) .
قال عكرمة : ( ظُلَلٍ مِّنَ الغَمَامِ ) " طاقات( {[6773]} ) منه والملائكة حوله " ( {[6774]} ) .
وأكثر أهل التفسير على أن في الكلام تقديماً وتأخيراً في قراءة من رفع الملائكة ، والمعنى : إلا أن يأتيهم الله والملائكة في ظلل من الغمام( {[6775]} ) . قالوا : والرب( {[6776]} ) يأتي كيف شاء ، و( فِي ظُلَلٍ مِّنَ الغَمَامِ ) من حال الملائكة( {[6777]} ) . وجماعة منهم على أنه تعالى يأتي في ظلل من الغمام ، وتأتي الملائكة/كيف شاء . وهذا اختيار الطبري( {[6778]} ) .
وروى ابن عباس عن النبي [ عليه السلام ]( {[6779]} ) أنه قال : " إن الغمامة( {[6780]} ) [ طاقات يأتي الله جل وعز ]( {[6781]} ) فيها محفوفاً( {[6782]} ) .
قال أبو محمد رضي الله عنه : [ ويجب ]( {[6783]} ) أن تعتقد أن صفات الله جل ذكره بخلاف صفات المخلوقين ، فلا تعتقد إلا أن الإتيان والمجيء من الله تبارك وتعالى صفة وصف بها نفسه لا إتيان انتقال وتغير حال ، تعالى الله عن ذلك( {[6784]} ) .
وقد قدره قوم على حذف كأنه " إلا أن يأتيهم أمر الله " ( {[6785]} ) .
وقيل : معناه : ثواب الله وعقابه( {[6786]} ) .
وهذا كله توعد لمن تقدم ذكره من التاركين للدخول في الإسلام ولسعيهم( {[6787]} ) بالفساد في الأرض .
ومعنى : ( وَقُضِيَ الاَمْرُ ) : فرغ منه .
قوله : ( وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الاُمُورُ ) [ 208 ] .
أعلمنا( {[6788]} ) تعالى برد الحساب والعقاب إليه والأمور الآن( {[6789]} ) وفي كل وقت إليه( {[6790]} ) مصيرها ، وبيده تصرفها ، وعن مراده( {[6791]} ) كونها . وإنما خص ذلك الوقت بالذكر لأنه وقت لا يدعي فيه أحد أمراً ولا نهياً ولا ملكاً ولا مقدرة( {[6792]} ) ، والدنيا فيها الجبارون والكافرون يدعون ذلك لأنفسهم ، والآخرة لا يدعي فيها أحد شيئاً ، فلذلك خص الله رد الأمور إليه/في الآخرة مع كونها مردودة إليه في الدنيا( {[6793]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.