سورة   الفاتحة
 
الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ} (1)

مقدمة السورة:

بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير سورة الحمد

سورة الحمد مكية في قول ابن عباس( {[1]} ) .

وقيل : بل هي مدنية . وهو قول مجاهد( {[2]} ) .

واستدل من قال : إنها مكية ، أن بمكة فرضت الصلوات بإجماع ، ومحال أن تفرض الصلوات( {[3]} ) ، ولا ينزل ما هو تمامها وبه قوامها( {[4]} ) . وهي سورة الحمد ، لقول النبي [ عليه السلام( {[5]} ) ]ن الخبر الثابت : " كُلُّ صَلاةٍ لا يُقْرَأُ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ " . قالها ثلاثاً( {[6]} ) . والخَدْج( {[7]} ) النقص .

فغير جائز أن تفرض علينا الصلوات ، ولا ينزل ما يزيل( {[8]} ) عنها النقص . ويدل على ذلك أيضاً ما ذكر( {[9]} ) أهل التاريخ في حديث طويل لخديجة( {[10]} ) زوج النبي صلى الله عليه وسلم مع ورقة بن نوفل( {[11]} ) أن جبريل عليه السلام قال للنبي( {[12]} ) صلى الله عليه وسلم أول ما خاطبه( {[13]} ) بالوحي :

" قل : بسم الله الرحمن الرحيم ، ثم قال له : قل : الحمد لله رب العالمين ، حتى انتهى إلى آخرها ، ثم قال له : قل آمين . فقالها( {[14]} ) النبي صلى الله عليه وسلم( {[15]} ) .

فهذا يدل على نزولها بمكة . وهو( {[16]} ) قول سعيد بن جبير( {[17]} ) أيضاً وعطاء( {[18]} ) .

وقال مجاهد : " نزلت الحمد بالمدينة( {[19]} ) " ، وقال : " لما نزلت رن إبليس اللعين( {[20]} ) " .

يريد رن من عظيم ثوابها وجلالة قدر ما( {[21]} ) خص الله به أمة صلى الله عليه وسلم من إنزالها على نبيهم صلى الله عليه وسلم .

وقد اختلف عن ابن/ عباس في نزولها ؛ فروي عنه بالمدينة ، وروي عنه بمكة . وحديث ورقة يدل( {[22]} ) على أنها أول ما نزل من القرآن .

وأكثر المفسرين على أن أول ما نزل من القرآن : ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ )( {[23]} ) إلى قوله تعالى : ( مَا لَمْ يَعْلَمْ )( {[24]} )( {[25]} ) .

وقيل : أول ما نزل المدثر ، والله أعلم بأي ذلك كان .

وسورة الحمد تسمى فاتحة الكتاب( {[26]} ) لأن بها تستفتح الصلاة ، وتستفتح المصاحف ، وبها يستفتح المبتدئ بعد ختمه( {[27]} ) القرآن( {[28]} ) .

وتسمى أيضاً أم القرآن( {[29]} ) لأنها ابتداء القرآن ، وأم كل شيء ابتداؤه وأصله .

ولذلك قيل لمكة أم القرى لأن الأرض دحيت من تحتها( {[30]} ) .

وقيل : إنما سميت الحمد أم القرآن لتضمنها معاني القرآن مجملاً ، لأن فيها الثناء على الله جل ذكره( {[31]} ) ، والإقرار له بالربوبية وذكر يوم القيامة ، والإقرار له بالعبادة( {[32]} ) ، وأن المعونة من عنده ، والقدرة له . وفيها الدعاء والرغبة إليه في الهداية إلى الإسلام والثبات عليه . وفيها ذكر النبيين الذين أنعم الله عليهم بالهداية والإسلام . وفيها ذكر من غضب الله عليهم –وهم اليهود- ، وذكر من ضل عن الدين وهم النصارى ، وفيها من( {[33]} ) مفهوم الإشارة إلى أمور/ الديانة( {[34]} ) والقدرة والتذلل والخضوع لله والتسليم لأمره ، والرجوع إليه ما( {[35]} ) يكثر ذكره ويطول شرحه( {[36]} ) .

وكتاب الله كله إنما نزل( {[37]} ) ، في هذه المعاني التي ذكرنا أنها موجودة في الحمد .

لكن ذلك في الحمد مشار إليه( {[38]} ) مجمل يفهمه من وفقه الله وشرح له( {[39]} ) /صدره ، وهو كله مشروح مبين مكرر مبسوط في سائر القرآن ، فالحمد لله أصل مجمل وباقي القرآن مفسر لما أجمل في الحمد ، فهي على هذا المعنى أم القرآن ، أي أصله .

/وتسمى الحمد السبع المثاني ، وهو مروي عن النبي [ عليه السلام( {[40]} ) ] .

ومعناه( {[41]} ) السبع الآيات من المثاني( {[42]} ) أي من القرآن .

والمثاني هو القرآن ؛ يسمى بذلك ، لأن القصص تثنى فيه وتكرر للإفهام وتسمى الحمد أيضاً السبع المثاني ؛ سميت بذلك لأنها تثنى في كل ركعة ، أي تعاد( {[43]} ) .

وقال ابن جبير عن ابن عباس : " إنما سميت الحمد السبع المثاني [ لأن الله ]( {[44]} ) استثناها لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ، لم يعطها( {[45]} ) أحد قبل أمة محمد صلى الله عليه وسلم " .

وقد قيل : إن " مِنْ " زائدة ، في القول الأول فيكون معناه كمعنى هذا القول( {[46]} ) .

وعن النبي [ عليه السلام ] أنه قال لأُبَيِّ بن كعب( {[47]} ) : إنَّهَا السَّبْعُ المَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ " ( {[48]} ) . فهي على هذا الحديث السبع المثاني وهي القرآن العظيم ، أي هي( {[49]} ) أصله على ما ذكرنا .

وروي( {[50]} ) عن الصحابة رضي الله عنهم أنهم قسموا فصول القرآن إلى خمسة فصول : الأول : السبع الطوال . والثاني : المثين( {[51]} ) . والثالث : المثاني . والرابع : آل حميم . والخامس : المفصل .

وتفسير ذلك أن السبع الطوال من البقرة إلى براءة ، كانوا يرون براءة والأنفال سورة [ واحدة ، لأنهما نزلتا في مغازي( {[52]} ) ] رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولذلك لم يفصل بينهما في المصاحف ب " بسم( {[53]} ) الله الرحمن الرحيم " .

والسور( {[54]} ) التي تقرب من الطوال تسمى المثين( {[55]} ) ؛ وهي من يونس فما بعدها مما هو مائة آية فأكثر ، وما( {[56]} ) يقرب من المائة( {[57]} ) . والذي يلي المثين( {[58]} ) من السور /يسمى المثاني( {[59]} ) ، سميت بذلك لأنها ثانية للمثين( {[60]} ) .

فكأن المثين مبادئ( {[61]} ) وما يليها مثاني .

وقولهم : " آل حاميم( {[62]} ) " : يروى أن : حاميم( {[63]} ) اسم من أسماء/ الله جل ذكره أضيفت [ إليه هذه السور( {[64]} ) ] ، فكأنه في المعنى سور لله( {[65]} ) تعالى ذكره وهي ديباج القرآن( {[66]} ) .

وسمي ما بعد ذلك مفصلاً( {[67]} ) لكثرة فصوله( {[68]} ) ب " بسم( {[69]} ) الله الرحمن الرحيم( {[70]} ) .

وليست " بسم الله الرحمن الرحيم " بآية من الحمد عند أهل المدينة ، وأهل العراق( {[126]} ) .

ويدل على ذلك من الخبر الثابت الذي لا( {[127]} ) مدفع لأحد فيه أن أنساً( {[128]} ) قال( {[129]} ) :

" صليت خلف النبي صلى عليه السلام وخلف أبي بكر( {[130]} ) وخلف عمر( {[131]} ) ، فكلهم يستفتحون الصلاة بالحمد لله رب العالمين( {[132]} ) " .

ومن الخبر الصحيح أن عائشة( {[133]} ) رضي الله عنها وأنساً( {[134]} ) قالا : " كان النبي [ عليه السلام ]( {[135]} ) يفتتح الصلاة بالحمد لله رب العالمين( {[136]} ) " .

وزاد فيه أنس : - " وأبو بكر وعمر وعثمان( {[137]} ) " ( {[138]} ) ، يعني في خلافتهم .

وقال جبير( {[139]} ) عن أنس : صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان ، فما سمعت أحداً منهم يقرأ في صلاته ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ ) " ( {[140]} ) .

/وجاء من الخبر الثابت الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب : " لأُعَلِمَنَّك سُورَةً [ ما أُنْزِلَ ]( {[141]} ) فِي التَّوْرَاةِ ولا فِي الإنْجِيلِ وَلاَ فِي الزَّبُورِ مثْلُهَا . فلمَّا دَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْخُرُوجِ مِنَ المَسْجِدِ : قَالَ لَهُ أُبَيٌّ : يَا رَسُولَ الله [ السُّورَةُ ]( {[142]} ) التي تُعَلِمُنِي ؟ . قالَ : كَيْفَ تَقْرَأ أمِّ الكتابِ( {[143]} ) ؟ قلتُ : ( الحَمْدُ لِلهِ رَبّ الْعَالَمِينَ ) حَتَّى خَتَمْتُها ، فَقَال( {[144]} ) صلى الله عليه وسلم : هيَ هَذِهِ( {[145]} ) ، وَهيَ السَّبْعُ المَثَاني وَالقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُ( {[146]} ) " .

ويدل على ذلك أيضاً ما لا مدفع لأحد فيه أن أهل المدينة بأسرهم/ نقلوا عن آبائهم التابعين عن الصحابة المرضيين استفتاح الصلاة بالحمد رب العالمين دون تسمية ؛ نقل كافة عن كافة لا يجوز عليهم الخطأ فيما نقلوه ولا التواطؤ على الكذب فيما رووه واستعملوه .

ويدل على ذلك أيضاً من الخبر الصحيح ما روى أبو هريرة( {[147]} ) أن النبي صلى الله عليه وسلم( {[148]} ) قال :

" يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : قَسَمْتُ الصَّلاَة( {[149]} ) بيْني وَبَينَ عَبْدِي( {[150]} ) شَطْرَيْنِ( {[151]} ) وَلِعَبْدِي مَا سَأَل " .

فَإذا قالَ الْعَبْدُ ( الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) . . الحديث( {[152]} ) " فلو كانت ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ ) آية من الحمد لابتدأ بها . وفي( {[153]} ) قوله : " قَسَمْتُ " وعَدُّه لآياتها( {[154]} ) ولم يذكرها دليل واضح على أن ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ ) ليست منها( {[155]} ) .

ويدل على ذلك أيضاً من طريق النظر الذي لا مدفع لأحد فيه أن القرآن لا يثبت بخبر الآحاد ، إنما يثبت بالإجماع( {[156]} ) ، أو ربما يقطع على مغيبه من أخبار التواتر( {[157]} ) . ولا إجماع نعلمه ولا تواتر نعقله في أن ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ ) آية من الحمد ، وإذا لم يصح/ إجماع ولا ثبت تواتر في أن ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ ) آية من الحمد( {[158]} ) لم ذلك إذ فيما ذكرناه( {[159]} ) لمن أنصف( {[160]} ) .

قال أبو محمد : نذكر في هذا الموضع جملة من علل النحويين في ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ ) ، ونستقصي إن شاء الله ذلك في سورة النمل إذ هي بعض آية( {[161]} ) هناك بإجماع .

فمن ذلك أن في كسر الباء قولين( {[162]} ) :

-أحدهما : إنها كسرت لتكون حركتها مشبهة لعملها( {[163]} ) .

القول الثاني( {[164]} ) : إنها كسرت ليفرق بين ما( {[165]} ) لا يكون( {[166]} ) إلا " [ حرفاً وبين ما ]( {[167]} ) قد يكون اسماً نحو الكاف ، وكذلك لام الجر .

وأصل الحروف التي تدخل للمعاني أن تكون مفتوحة لخفة الفتحة نحو حروف العطف وألف( {[168]} ) الاستفهام وشبهه .

ولكن خرجت( {[169]} ) الباء واللام عن الأصل للعلة التي ذكرنا .

وقيل : إنما( {[170]} ) كسرت لام الجر للفرق بينها( {[171]} ) ، وبين لام التأكيد في قولك : " إن هذا لزيد " إذا أردت أن/ المشار إليه هو زيد ، وإذا أردت أن المشار إليه فيلك زيد كسرت اللام .

ويدل على أن أصلها الفتح أنها تفتح مع المضمر( {[172]} ) إذ قد أمن اللبس لأن علامة المجرور خلاف علامة( {[173]} ) المرفوع . تقول : " هذا له وهذا لك " ، وأيضاً فإن الإضمار يرد( {[174]} ) الأشياء إلى أصولها . هذا أصل مجمع عليه في كلام العرب ، وسترى( {[175]} ) منه أشياء( {[176]} ) فيما بعد إن شاء الله .

ومن ذلك أن " اسما " فيه أربع( {[177]} ) لغات : " اسم " بكسر الألف وبضمها ، و " سِم( {[178]} ) " بضم السين وبكسرها . فَمن ضَم الألف في الابتداء جعله من " سما يسمو " إذا ارتفع " كدعا يدعو " . ومَن كسرها جعله من [ سَميَ يَسْمَى ]( {[179]} ) " كَرَضِيَ يَرْضَى " .

قال ابن كيسان( {[180]} ) : " يقال : " سموت وسميت كعلوت وعليت ، وأصله سُمْوٌ أو سِمْوٌ على [ وزن ]( {[181]} ) فُعْلٌ أو فِعْلٌ ، ثم حذفت الواو استخفافاً لكثرة( {[182]} ) الاستعمال( {[183]} ) .

فلما تغير آخره( {[184]} ) غير( {[185]} ) أوله بالسكون ، فاحتيج إلى ألف وصل ليوصل بها إلى النطق بالساكن وهو السين المغيرة إلى السكون " .

واختلف في كسر الألف المجتلبة( {[186]} ) . فقيل : اجتلبت ساكنة وبعدها ساكن فكسرت لالتقاء الساكنين .

وقيل : بل اجتلبت مكسورة ، وإنما ضمت( {[187]} ) إذا كان الثالث من الفعل مضموماً لاستثقال الخروج( {[188]} ) من كسر إلى ضم/ ، وضمت الألف إذا كان الثالث من الفعل مضموماً( {[189]} ) ليخرج الناطق من ضم إلى ضم ، نحو : " أُقْتل ، أُخْرج " ، فذلك أسهل من الخروج من كسر إلى ضم .

وقيل : بل أصلها السكون( {[190]} ) لكن لابد من حركتها إذ لا يبدأ بساكن فأتبعت ثالث الفعل ، فكسرت إذا كان الثالث مكسوراً نحو " إضرب( {[191]} ) " . وضمت إذا كان الثالث مضموماً نحو " أُقْتُل " . ولم تفتح إذا كان الثالث مفتوحاً لئلا تشبه( {[192]} ) ألف المتكلم فكسرت ، وكان( {[193]} ) الكسر أولى بها/ والثالث مفتوح لأن الخفض والنصب أخوان ، وذلك نحو : " اصنع " .

و " اسم " عند البصريين مشتق من السمو ؛ يدل على ذلك قولهم في التصغير " سمي( {[194]} ) " . فرجعت اللام المحذوفة إلى أصلها ، ورجعت السين إلى أصلها ، ورجعت السين إلى حركتها لأن التصغير والجمع يردان( {[195]} ) الأشياء إلى أصولها( {[196]} ) .

وقال( {[197]} ) الكوفيون : " هو مشتق من السمة وهي العلامة لأن صاحبه يعرف به ، وليس يسمو به ، كما ذكر البصريون أن اشتقاقه من السمو وهو العلو " .

قال أبو محمد : وقول( {[198]} ) الكوفيين( {[199]} ) قول يساعده( {[200]} ) المعنى ويبطله التصريف لأنهم يلزمهم أن يقولوا في التصغير " وُسَيْمٌ " ، لأن فاء الفعل واو محذوفة فيجب( {[201]} ) ردها في التصغير ، وذلك لا يقوله أحد . وقد شرحنا هذه المسألة بأشبه من هذا في غير هذا الكتاب( {[202]} ) .

/والباء من ( بِسْمِ اللَّهِ ) متعلقة بمحذوف . ذلك المحذوف خبر ابتداء( {[203]} ) مضمر قامت الباء وما اتصل بها مقامه ، وما بعدها في موضع رفع إذ سدت مسد الخير( {[204]} ) للابتداء( {[205]} ) المحذوف ، تقديره : " ابتدائي( {[206]} ) ثابت بسم الله " أو " مستقر بسم الله " ، ثم حذف( {[207]} ) الخبر وقامت الباء وما بعدها مقامه( {[208]} ) ، وهذا مذهب البصريين( {[209]} ) .

وقال الكوفيون : " الباء متعلقة بفعل محذوف ، وهي وما بعدها في موضع نصب بذلك الفعل " ، تقديره عندهم : " ابتدأت بسم الله " ( {[210]} ) .

والاسم هو المسمى عند أهل السنة . قال أبو/ عبيدة( {[211]} ) : " معنى باسم الله : بالله " ( {[212]} ) .

/ وقال : " اسم الشيء هو الشيء( {[213]} ) " .

ودل على ذلك قوله " ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ )( {[214]} ) أي سبح ربك( {[215]} ) ، أي نزه ربك .

واختلف النحويون في علة حذف الألف من الخط في ( بِسْمِ اللَّهِ ) ؛ فقال الكسائي( {[216]} ) والفراء : " حذفت لكثرة الاستعمال " ( {[217]} ) .

وقال الأخفش( {[218]} ) " حذفت لعدمها من اللفظ( {[219]} ) . ويلزمه ذلك في كل ألف وصل لأنها معدومة أبداً في اللفظ الوصل ، لكنه قال : " مع كثرة الاستعمال بجعل حذفها لاجتماع العلتين " .

وقيل [ بل( {[220]} ) ] حذفت لأن الباء دخلت على سين مكسورة أو مضمومة .

حكى ابن( {[221]} ) زيد أنه يقال : " سِمٌ( {[222]} ) " و " سُمٌ " ، ثم أسكنت السين إذ ليس( {[223]} ) في الكلام فعل على مذهب من ضم السين وأسكنت على مذهب مَن كسر السين استخفافاً .

وقيل( {[224]} ) : حذفت الألف للزوم الباء هذا الاسم في الابتداء ، فإن كتبت " بسم الرحمن " أو " بسم( {[225]} ) الخالق " و( اقْرَأْ( {[226]} ) بِاسْمِ رَبِّكَ )( {[227]} ) ، فالأخفش والكسائي يكتبان هذا وما أشبهه بغير ألف( {[228]} ) " كبسم الله( {[229]} ) " . والفراء( {[230]} ) يكتبه( {[231]} ) بألف إذ( {[232]} ) لم يكثر استعماله ، ككثرة استعمال " بسم الله " . ولا يحسن الحذف للألف من الخط عند جميعهم إلا مع الباء . لو قلت : " لاسم الله حلاوة " أو قلت : " ليس اسم كاسم الله " ، لم يجز( {[233]} ) حذف الألف مع غير الباء من حروف الجر ، إلا من قول مَن قال : " سِمُ( {[234]} ) " أو " سُمُ " فأما مَن قال " اسم " بألف في الابتداء بكسر الألف أو بضمها فلا يجوز حذف الألف من الخط مع غير الباء عند أحد من النحويين إذ لم يكثر استعماله .


[1]:أ: إذ.
[2]:حكاه في المحرر 16/262.
[3]:أ: إذ.
[4]:أ: الاولى والثانية والثالثة.
[5]:ساقط من أ.
[6]:م: هذه الأشياء وسخرها.
[7]:م، ث: فكيف.
[8]:ساقط من أ.
[9]:أ: قال.
[10]:ساقط من أ.
[11]:في تنوير المقياس 509: "بقوتها وشدتها تقوم بحملها ولا يقوم غيرها".
[12]:أ: قال.
[13]:أ: للقطع.
[14]:انظر: المحرر 16/290.
[15]:- في ق: ح، ع3: تقضيت. وهو تصحيف.
[16]:- في ع2: تأليف. وهو تحريف.
[17]:- في ع2: ظهار. وهو تحريف.
[18]:- في ع2، ق، ع3: ناذر. وهو تصحيف.
[19]:- في ح: تصريف.
[20]:- في ع2، ق: ما.
[21]:- في ق: بروايته. وهو تحريف.
[22]:- في ع3: بالكتاب. وهو تحريف.
[23]:- وهو كتاب "مشكل إعراب القرآن".
[24]:- في ع3: بالكتاب. وهو تحريف.
[25]:- في ق، ح: تبين.
[26]:- في ع2، ح، ع3: فيه.
[27]:- في ع3: عني. وهو تحريف.
[28]:- في ق: من. وفي ح: على.
[29]:- في ق: دراسه.
[30]:- في ع2، ع3: كتاب الهداية.
[31]:- في ع2: لا أن.
[32]:- في ق: علوم.
[33]:- في ع1: نهاية.
[34]:- في ع2: وجمعت.
[35]:- هو محمد بن علي بن أحمد المصري، نحوي ومقرئ ومفسر، لزم أبا جعفر النحاس. (ت 388هـ). انظر: طبقات القراء 2/198.
[36]:- في ع3: أن أقضيت.
[37]:- في ع3: كتاب.
[38]:- هو محمد بن جرير، صاحب التفسير والتاريخ، مجتهد مطلق (ت310هـ). انظر: طبقات القراء 2/106 وطبقات المفسرين 82-83.
[39]:- سقط من ق.
[40]:- هو أحمد بن محمد النحوي المصري، أخذ النحو عن المبرد والزجاج وابن الأنباري وغيرهم، له "إعراب القرآن". (ت338هـ). انظر: طبقات النحويين 239 وإنباه الرواة 1/101 ومعجم الأدباء 4/224.
[41]:- هو إبراهيم بن السَّري، من علماء اللغة والنحو، اختص بالمبرد. (ت311هـ). انظر: نزهة الألبا 183، وطبقات النحويين 121.
[42]:- في ع3: بن. وهو خطأ.
[43]:- هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ترجمان القرآن، ومؤسس مدرسة التفسير بمكة. روى عنه طاوس وعكرمة وعطاء وغيرهم. (ت68هـ). انظر: طبقات ابن خياط 284، وسير أعلام النبلاء 3/311، وتذكرة الحفاظ 1/40، الإصابة 2/322.
[44]:- هو يحيى بن سلام بن أبي ثعلبة البصري، مفسر، مقرئ. سمع منه بمصر عبد الله بن وهب (ت 200هـ). انظر: طبقات القراء 2/373 وميزان الاعتدال 3/290.
[45]:- هو يحيى بن زياد بن عبد الله، أبو زكريا، مفسر نحوي، لغوي. روى عن الكسائي. ألَّفَ "معاني القرآن". (ت 207هـ). انظر: طبقات النحويين 143 أو نزهة الألبا 81 أو تذكرة الحفاظ 1/338.
[46]:- سقط من "ق".
[47]:- في ق: اليمن.
[48]:- في خ1: تبارك.
[49]:- في ق: دخزه.
[50]:- في ق: كانت. وهو تصحيف.
[51]:- في ق: خالصاً لوجهه.
[52]:- في ج: ق: علمته.
[53]:- أي كثرة الفهم وقوته يقال: "جمَّ الماءُ" إذا كثر في البئر. اللسان 1/504.
[54]:- في ع2: يذكر لنا.
[55]:- في ق: نرجوه من ثواب الله عز وجل.
[56]:- انظر: المحرر الوجيز 1/61.
[57]:- انظر: التبصرة 54، وأسباب النزول 30 أو الدر المنثور 1/11. ومجاهد هو أبو الحجاج بن جبر المخزومي المكي إمام في التفسير، قرأ على ابن عباس، وروى عنه قتادة وعبد الله بن كثير وأبو عمرو بن العلاء. (ت103 هـ). انظر: طبقات ابن خياط 280 وتذكرة الحفاظ 1/92 وسير أعلام النبلاء 4/449 وطبقات القراء 2/41.
[58]:- سقط من ق.
[59]:- وبنفس التعليل قال ابن عطية في المحرر الوجيز 1/61.
[60]:- في ق، ع3: صلى الله عليه وسلم.
[61]:- في ع2 ثلاث مرات، وفي ح، ع3 ثلاث مرات. والحديث في الموطأ 1/84، وصحيح مسلم 1/296 وسنن الترمذي 5/202 وسنن أبي داود 1/188. وسنن النسائي 2/135.
[62]:- في ع3: الخِداع.
[63]:- في ح: يزول.
[64]:- في ق: ذكره.
[65]:- هي أم المؤمنين خديجة بنت خويلد بن أسد سيدة نساء العالمين. مناقبها كثيرة توفيت (رضي الله عنها) قبل الهجرة بثلاث سنوات. انظر: الإصابة ص 333 وطبقات ابن سعد 8/1914، وسير أعلام النبلاء 2/109.
[66]:- ورقة بن نوفل بن أسد القرشي، اتزل الأوثان وتنصر، آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم توفي عام 611م. انظر الإصابة 5/607 (ط القاهرة).
[67]:- في ع2 النبي وهو خطأ.
[68]:- في ع2، ق: خطبه. وهو تحريف.
[69]:- التصويب من"ق"، وفي غيرها: فقال لها.
[70]:- رواه البيهقي عن عمرو بن شرحبيل، وقال: حديث منقطع. انظر: دلائل النبوة 1/412.
[126]:- في ع1، ع2، ع3: القرى وأهل العراق هم الأحناف. انظر: أحكام القرآن للجصاص 1/9-11.
[127]:- سقط من ع2.
[128]:- هو أنس بن مالك بن النضر الأنصاري خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى عنه وعن الخلفاء الأربعة، وروى عنه قتادة والزهري وابن سيرين. (ت 90هـ). انظر: طبقات ابن خياط 91 وطبقات ابن سعد 7/17 وتذكرة الحفاظ 1/44.
[129]:- سقط من ع2.
[130]:- هو عبد الله بن أبي قحافة، الصحابي المشهور الخليفة الأول. مناقبه كثيرة. (ت 13هـ). انظر: طبقات ابن خياط 17 وطبقات ابن سعد 3/169 وتذكرة الحفاظ 1/2.
[131]:- هو أبو حفص عمر بن الخطاب بن نوفل، الفاروق الصحابي المشهور والخليفة الثاني. مناقبه كثيرة. استشهد عام 23هـ. انظر: طبقات ابن خياط 22 وطبقات ابن سعد 3/265 وتذكرة الحفاظ 1/5.
[132]:- انظر: صحيح مسلم 1/299 وسنن أبي داود 1/180 وسنن الدارقطني 1/316.
[133]:- هي أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر، المحدثة الفقهية. روى عنها مسروق والأسود وابن المسيب وغيرهم (ت 57هـ). انظر: طبقات ابن سعد 8/58 وتذكرة الحفاظ 1/27، وسير أعلام النبلاء 2/135.
[134]:- في ع3: ناسا. وهو تحريف.
[135]:- في ق، ع3: صلى الله عليه وسلم.
[136]:- انظر: سنن ابن ماجه 1/267.
[137]:- هو عثمان بن عفان بن قيس، ذو النورين، الخليفة الثالث، مناقبه كثيرة قرأ عليه المغيرة وابن عباس وابن عمر وغيرهم. استشهد سنة 35هـ. انظر: طبقات ابن سعد 3/53، وتذكرة الحفاظ 1/8.
[138]:- انظر: سنن أبي داود 1/180، وسنن الترمذي 2/15.
[139]:- هو جبير بن مطعم بن عدي القرشي، أسلم قبل فتح مكة، وكان موصوفاً بالحلم ونُبْل الرأي. روى عنه ابن المسيب وسليمان بن صرد (ت58هـ). انظر: طبقات ابن خياط 9، وسير أعلام النبلاء 3/95.
[140]:- رواه مالك ومسلم والنسائي واللفظ له. انظر: الموطأ 1/81، وصحيح مسلم 7/299 وسنن النسائي 2/135.
[141]:- في ع2: نزلت. وهو خطأ.
[142]:- سقطمن ع1، ع3.
[143]:- في ق: القرآن.
[144]:- في ع3، فقال رسول الله.
[145]:- سقط من ع3.
[146]:- انظر: صحيح البخاري 5/146 ومسند أحمد 4/211 وسنن النسائي 2/139-140، وسنن الترمذي 5/45.
[147]:- هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي راوية الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أبي بكر وعمر وغيرهم، روى عنه ابن المسيب وعكرمة وعروة وعطاء (ت 58هـ). انظر: طبقات ابن سعد 2/62، وطبقات القراء 1/370، وتذكرة الحفاظ 1/32.
[148]:- في ح: عليه السلام.
[149]:- سقط من ح.
[150]:- في ع1، عبد. وهو تحريف.
[151]:- في ع1، ح: بشطرين.
[152]:- انظر: صحيح مسلم 1/296 والموطأ 1/84-85 وسنن النسائي 2/136 وسنن الترمذي 5/201، وسنن أبي داود 1/188 وسنن ابن ماجه 2/1243.
[153]:- سقط واو العطف من ق.
[154]:- ع1، ع2: يأتيها.
[155]:- في ح: بآية. وفي ق: بآية منها.
[156]:- في ق: بإجماع.
[157]:- في ع3: التوثر. وهو تحريف.
[158]:- قوله: "من الحمد" إلى "آية من الحمد" سقط من ق.
[159]:- في ق، ح: ذكرنا.
[160]:- انظر: الكشف 1/22.
[161]:- في ع1، ق: آيات.
[162]:- انظر: هذين القولين في مشكل الإعراب 1/64-65 والبيان 1/31.
[163]:- في ق: لنصها.
[164]:- انظر: إعراب القرآن 1/116.
[165]:- سقط من ع3.
[166]:- سقط من ق.
[167]:- في ق: اسماً وبين ما.
[168]:- في ع2، آلاف. وهو تحريف.
[169]:- في ع1، في ق: خفت.
[170]:- في ع، ق: إنها. وهو تحريف.
[171]:- في ق: بينها.
[172]:- في ق: المغير.
[173]:- في ع3: علام.
[174]:- في ع3: يريد. وهو تحريف.
[175]:- في ق: سنرى. وهو تحريف.
[176]:- قوله: "إلى أصولها.. أشياء" ساقط من ع3.
[177]:- في ع3: أربعة، وهو خطأ. وانظر: هذه الأقوال الأربعة في اللسان 2/212.
[178]:- في ع1: اسم.
[179]:- في ق: سيء تسمى في ع1، ع3: سم يسمى.
[180]:- أبو الحسن بن أحمد بن إبراهيم، النحوي اللغوي، أخذ عن المبرد وثعلب. من أشهر كتبه: "معاني القرآن" و"علل النحو". (ت299هـ). انظر: طبقات النحويين واللغويين 171، ونزهة الألبا 178 وتذكرة الحفاظ 1/90.
[181]:- سقط من ع1، ع2، ق.
[182]:- سقط من ق. وفي ع1: بالكثرة. وهو خطأ.
[183]:- في ع3: استعمال.
[184]:- في ع1: له آخره.
[185]:- في ع3: تغير.
[186]:- في ق: المختلفة.
[187]:- في ع3: ضمته.
[188]:- في ق: للخروج.
[189]:- قوله: "لاستثقال الخروج" إلى "الفعل مضموماً" ساقط من ع3.
[190]:- في ع2: السكن. وهو تحريف.
[191]:- في ع2: ضرب. وهو تحريف.
[192]:- في ق: يشبه.
[193]:- في ع2، ع3: فكان.
[194]:- في ق: سمو.
[195]:- في ع3: يريدان. وهو تحريف.
[196]:- انظر الإنصاف 1/6-7.
[197]:- سقط حرف الواو من ع2، ق، ح، ع3.
[198]:- في ع3: فقال.
[199]:- في ق، ع3: الكوفيون. وهو خطأ.
[200]:- في ع1: يسعده، وفي ق: يعضده.
[201]:- في ع3: فيجري.
[202]:- انظر: كتابه: مشكل الإعراب 1/66 وانظرها في الإنصاف 1/6-7 والبيان ¼، والإملاء 1/32.
[203]:- في ع3: الابتداء.
[204]:- في ع2، ع3: الخير، وهو تصحيف.
[205]:- في ع3: الابتداء.
[206]:- في ع3: ابتداء.
[207]:- في ع1، في ق: حذفت.
[208]:- سقط حرف الواو من ع2، ح، ق.
[209]:- انظر: إعراب القرآن 1/116 ومشكل الإعراب 1/66 والبيان 1/2-3 والإملاء 1/4.
[210]:- المصدر السابق.
[211]:- هو معمر بن المثنى التيمي بالولاء، البصري، النحوي اللغوي. (ت210هـ) انظر: نزهة الألبا 84 وتذكرة الحفاظ 1/371.
[212]:- انظر مجاز القرآن 1/16. ويرد الطبري على هذا بقوله: "ولا خلاف بين الجميع من علماء الأمة أن قائلاً لو قال عند تذكية بعض بهائم الأنعام: "بالله" ولم يقل "بسم الله"، أنه مخالف بتركه قول "بسم الله"، ما سُنن له عند التذكية من القول. وقد علم بذلك أنه لم يرد بقوله "بسم الله"، "بالله"، كما قال الزاعم أن اسم الله في قول الله: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ) هو الله. لأن ذلك لو كان كما زعم لوجب أن يكون القائل عند تذكيته ذبيحته: "بالله"، قائلاً ما سُن له من القول على الذبيحة" جامع البيان 1/118.
[213]:- المصدر السابق.
[214]:- الأعلى آية 1.
[215]:- قوله "أي سبح ربك" ساقط من ع2، ع3.
[216]:- هو أبو الحسن علي بن حمزة، المقرئ، أخذ القراءة عرضاً عن حمزة الزيات، وأخذ عنه عرضاً حفص بن عمرو، وأحمد بن جبير (ت 189هـ). انظر: طبقات النحويين 138، ونزهة الألبا 58، وطبقات القراء 1/530.
[217]:- انظر: معاني الفراء 1/21.
[218]:- هو سعيد بن مسعدة المجاشعي بالولاء، البلخي، المشهور بالأخفش الأوسط، لغوي نحوي، أخذ عن سيبويه والخليل. (ت 215هـ). انظر: نزهة الألبا 107، وبغية الوعاة 1/590.
[219]:- انظر: إعراب القرآن 1/116.
[220]:- سقط من ع1، ق.
[221]:- في ع1 ع3: بن، وفي ح: أبو.
[222]:- في ع3: اسم. وفي ع2: هو سم.
[223]:- سقط من ق.
[224]:- انظر: هذا القول في مشكل الإعراب 1/65 والإملاء 1/4.
[225]:- في ق، ج: الرحمن وبسم. وفي ع3: الله الرحمن الرحيم.
[226]:- في ع3: قرأ. وهو تحريف.
[227]:- العلق آية 1.
[228]:- في ع2: الألف.
[229]:- قوله "بسم الله" سقط من ح.
[230]:- انظر: معانيه 1/2.
[231]:- في ع1، ع3: يكتب.
[232]:- في ع3: إذا.
[233]:- في ق: يخبر. وهو تحريف.
[234]:- في ع3: اسم.