ثم قال تعالى جل ذكره : { قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس }[ 95 ] .
أي : قال موسى للسامري : فاذهب فإن لك في حياة{[45477]} الدنيا : أي : أيام حياتك أن تقول لا مساس ، أي لا أمس ، أي : عقوبتك في الدنيا أن لا تكلم ولا تخالط .
وقيل{[45478]} : معناه : لك في [ الحياة ]{[45479]} الدنيا أن تعيش مع البهائم{[45480]} والسباع والوحوش في البرية ، مستوحشا لا تقرب أحدا ولا تمس أحدا ولا يمسك أحج .
وروي{[45481]} أن موسى عليه السلام أمر بني إسرائيل ألا يؤاكلوه ، ولا يخالطوه ولا يبايعوه ، فلذلك قال له : أن تقول لا مساس وذلك{[45482]} فيما يذكر في قبيلته إلى الآن .
وقال قتادة : كان السامري عظيما من عظماء بني إٍسرائيل من قبيلة يقال لها سامرة ولكن عدو الله نافق بعدما قطع البحر مع بني إسرائيل{[45483]} .
وقال ابن جبير : كان من أهل كرمان .
وقوله : { لا مساس } منصوب على التبرئة ك( لا رجل في الدار ) .
ويجوز : { لا مساس } بكسر السين وتبنيه على الكسر{[45484]} .
ثم قال : { وإن لك موعدا لن تخلفه }[ 95 ] يعني القيامة{[45485]} .
ومن كسر اللام ، أراد لن تغيب{[45486]} عنه ، وهو قول قتادة ، أي : تأتي إليه طائعا أو كارها{[45487]} وفيه معنى التهديد والوعيد ، ولفظه لفظ الخبر{[45488]} .
ومن فتح اللام ، أراد لن يخلفكه{[45489]} الله ، ثم رد{[45490]} إلى ما لم يسم فاعله{[45491]} .
ثم قال : { وانظر إلى أهلك الذي ظلت عليه عاكفا }[ 95 ] .
أي : انظر إلى العجل الذي عبدته من دون الله ، وأقمت بعدي على عبادته لنحرقنه بالنار قطعة بعد قطعة ، لأن في التشديد معنى التكثير{[45492]} .
وقرأ الحسن : بتخفيف الراء على معنى : لنحرقنهرة واحدة{[45493]} .
وقرأ أبو جعفر القارئ{[45494]} : { لنحرقنه } بفتح النون وضم الراء ، بمعنى لنبردنه بالمبارد ، يقال : أحرقه وحرقه بالنار ، يحرقه ويُحَرِّقه : إذا نحته بمبرد أو غيره .
وقراءة أبي جعفر تروى عن علي وابن عباس .
قال علي بن أبي طالب{[45495]} رضي الله عنه : أمر موسى بالعجل فبرد في البحر فلم يشرب منه أحد ممن{[45496]} عبد العجل إلا اصفر لونه ، فقالوا : ما توبتنا . قال : أن يقتل بعضكم بعضا ، فأخذوا السكاكين ، فكان الرجل يقتل أباه وأخاه حتى قُتِل منهم سبعون ألفا ، فأوحى الله إليه{[45497]} : مرهم فليرفعوا القتل ، فقد رحمت من قتل منهم ، وقد تبت على من بقي .
وقوله : { ثم لننسفنه في اليم نسفا } أي : لنذرينه في البحر ذروا{[45498]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.