الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَهُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ ٱلرِّيَٰحَ بُشۡرَۢا بَيۡنَ يَدَيۡ رَحۡمَتِهِۦۚ وَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ طَهُورٗا} (48)

ثم قال تعالى{[50151]} : { وهو الذي أرسل الرياح نشرا بين يدي رحمته{[50152]} }[ 48 ] ، أي : أرسل الرياح{[50153]} الملقحة{[50154]} حياة{[50155]} أمام رحمته ، وهي المطر ، ثم قال : { وأنزلنا من السماء ماء طهورا }[ 48 ] ، الطهور{[50156]} فعول من أبنية المبالغة ، والفرق{[50157]} بين طهور وطاهر : أن الطهور يكون طاهرا مطهرا لما فيه من المبالغة ، لأن بناء فعول للمبالغة وضع ، ولولا معنى المبالغة التي أحدثت بنيته ، مما{[50158]} جاز أن يدل على{[50159]} أنه مطهر لغيره ، لأن فعله : طَهَرا أو طهُر وكلاهما غير متعد ، فكذلك{[50160]} يحب أن يكون اسم الفاعل غير متعد ، والطاهر لا يدل على أنه مطهر لغيره ، إذ ليس فيه مبالغة في بنائه وإذ هو اسم فاعل من فعل غير متعد تقول : طهر الماء ، وطهر فلا يتعدى{[50161]} إلى مطهر{[50162]} ، فكذلك{[50163]} اسم الفاعل لا يجوز أن يتعدى إلى مطهر إلا أن يحدث فيه بناء يدل على المبالغة فيحسن أن يدل على مطهريه فاعرفه .


[50151]:"تعالى" سقطت من ز.
[50152]:{نشرا بين يدي رحمته} ساقط من ز.
[50153]:"قرأ الجمهور: {أرسل الرياح} بصيغة الجمع، وقرأ ابن كثير "الريح" بصيغة الإفراد على معنى الجنس، والقراءتان متحدتان في المعنى، ولكن غلب جمع الريح في ريح الخير، وإفراد الريح في ريح العذاب "قاله ابن عطية. انظر: التحرير والتنوير 18/47.
[50154]:ز: "الملحقة" وهو تحريف.
[50155]:ز: حيات.
[50156]:ز: "الطهور" هو خطأ.
[50157]:انظر: اللسان 4/504 ماد طهر.
[50158]:ز: ما.
[50159]:"على" سقطت من ز.
[50160]:من "فكذلك يجب...متعد" ساق من ز.
[50161]:ز: تعدا.
[50162]:بعده في ز: "به فاعرفه".
[50163]:من "فكذلك...فاعرفه" ساقط من ز.