ثم قال تعالى{[51902]} : { وورث سليمان داوود }[ 16 ] ، أي ورث علمه وملكه .
وقال قتادة : ورث منه النبوة والملك{[51903]} .
وروي أن داود كان له تسعة{[51904]} عشر ولدا ، فورث سليمان{[51905]} النبوة{[51906]} والملك{[51907]} دونهم .
ثم قال تعالى ذكره{[51908]} : { وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير }[ 16 ] ، أي{[51909]} فهمنا كلامها ، وسماه منطقا لما فهمه عنها{[51910]} كما يفهم بنطق الرجل{[51911]} . قال محمد بن كعب : بلغنا أن سليمان كان في عسكره مائة فرسخ : خمس{[51912]} وعشرون منها للإنس ، وخمس{[51913]} وعشرون للجن ، وخمس{[51914]} وعشرون للوحش{[51915]} ، وخمس{[51916]}وعشرون للطير{[51917]} ، وكان له ألف بيت من قوارير على الخشب فيها ثلاث مائة صريحة ، وسبع مائة سرية ، فأمر الريح العاصف فرفعته ، وأمر الرخاء{[51918]} فسيرته ، فأوحى الله عز وجل{[51919]} وهو{[51920]} يسير بين السماء والأرض : أي قد زدت في ملكك ، أنه لا يتكلم أحد من الخلائق بشيء إلا جاءت{[51921]} الريح فأخبرتك{[51922]} .
قال وهب بن منبه : أرادت الشياطين كيد سليمان ، وتحاوروا بينهم في ذلك ، ليخلصوا من السحرة{[51923]} ، فأمر الله تعالى{[51924]} الريح ألا يتكلم أحد من الخلائق إلا وضعته في أذن{[51925]} سليمان ، فبذلك سمع كلام النملة .
وذكر وهب : أن سليمان مر بجنوده{[51926]} من{[51927]} السماء والأرض ، فرآه رجل من بني إسرائيل ، كان في حرثه يفجر الماء فقال : لقد آتاكم الله{[51928]} آل{[51929]} داود ، فاحتملت الريح قوله فقذفته في أذن سليمان . فقال سليمان{[51930]} للريح : احبسي فحبست{[51931]} ، ونزل سليمان متقنعا ببرد له حتى أتى الرجل فقال له : ما قلت ؟ فقال له الرجل : رأيتك{[51932]} في سلطانك الذي آتاك الله ، وما سخر لك فقلت : لقد آتاكم الله آل داود . فقال له سليمان : صدقت ، ولكن جئتك ، خوف الفتنة عليك ، تعلم والذي نفس{[51933]} سليمان بيده لثواب سبحان الله كلمة واحدة عند الله يوم القيامة أفضل من كل شيء أوتيته{[51934]} آل داود في الدنيا . فقال له الرجل : فرجت همي فرج الله عنك{[51935]} همك .
فقال له سليمان : وما همي ؟ قال{[51936]} : أن تشكر ما أعطاك الله{[51937]} ، قال : صدقت وانصرف عنه سليمان إلى مركبه{[51938]}-{[51939]} .
ثم قال تعالى{[51940]} : { وأوتينا من كل شيء }[ 16 ] ، يعني من كل شيء من الخيرات ، يؤتاه{[51941]} الأنبياء والناس ، وهذا على التكثير{[51942]} كما تقول{[51943]} : ما لقيت أحدا إلا كلمته .
ثم قال تعالى{[51944]} : { إن هذا لهو الفضل المبين }[ 16 ] ، أي إن الذي أوتيناه من الخيرات لهو الفضل{[51945]} على جميع أهل دهرنا الظاهر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.