الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَوَرِثَ سُلَيۡمَٰنُ دَاوُۥدَۖ وَقَالَ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ عُلِّمۡنَا مَنطِقَ ٱلطَّيۡرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيۡءٍۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ ٱلۡفَضۡلُ ٱلۡمُبِينُ} (16)

ثم قال تعالى{[51902]} : { وورث سليمان داوود }[ 16 ] ، أي ورث علمه وملكه .

وقال قتادة : ورث منه النبوة والملك{[51903]} .

وروي أن داود كان له تسعة{[51904]} عشر ولدا ، فورث سليمان{[51905]} النبوة{[51906]} والملك{[51907]} دونهم .

ثم قال تعالى ذكره{[51908]} : { وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير }[ 16 ] ، أي{[51909]} فهمنا كلامها ، وسماه منطقا لما فهمه عنها{[51910]} كما يفهم بنطق الرجل{[51911]} . قال محمد بن كعب : بلغنا أن سليمان كان في عسكره مائة فرسخ : خمس{[51912]} وعشرون منها للإنس ، وخمس{[51913]} وعشرون للجن ، وخمس{[51914]} وعشرون للوحش{[51915]} ، وخمس{[51916]}وعشرون للطير{[51917]} ، وكان له ألف بيت من قوارير على الخشب فيها ثلاث مائة صريحة ، وسبع مائة سرية ، فأمر الريح العاصف فرفعته ، وأمر الرخاء{[51918]} فسيرته ، فأوحى الله عز وجل{[51919]} وهو{[51920]} يسير بين السماء والأرض : أي قد زدت في ملكك ، أنه لا يتكلم أحد من الخلائق بشيء إلا جاءت{[51921]} الريح فأخبرتك{[51922]} .

قال وهب بن منبه : أرادت الشياطين كيد سليمان ، وتحاوروا بينهم في ذلك ، ليخلصوا من السحرة{[51923]} ، فأمر الله تعالى{[51924]} الريح ألا يتكلم أحد من الخلائق إلا وضعته في أذن{[51925]} سليمان ، فبذلك سمع كلام النملة .

وذكر وهب : أن سليمان مر بجنوده{[51926]} من{[51927]} السماء والأرض ، فرآه رجل من بني إسرائيل ، كان في حرثه يفجر الماء فقال : لقد آتاكم الله{[51928]} آل{[51929]} داود ، فاحتملت الريح قوله فقذفته في أذن سليمان . فقال سليمان{[51930]} للريح : احبسي فحبست{[51931]} ، ونزل سليمان متقنعا ببرد له حتى أتى الرجل فقال له : ما قلت ؟ فقال له الرجل : رأيتك{[51932]} في سلطانك الذي آتاك الله ، وما سخر لك فقلت : لقد آتاكم الله آل داود . فقال له سليمان : صدقت ، ولكن جئتك ، خوف الفتنة عليك ، تعلم والذي نفس{[51933]} سليمان بيده لثواب سبحان الله كلمة واحدة عند الله يوم القيامة أفضل من كل شيء أوتيته{[51934]} آل داود في الدنيا . فقال له الرجل : فرجت همي فرج الله عنك{[51935]} همك .

فقال له سليمان : وما همي ؟ قال{[51936]} : أن تشكر ما أعطاك الله{[51937]} ، قال : صدقت وانصرف عنه سليمان إلى مركبه{[51938]}-{[51939]} .

ثم قال تعالى{[51940]} : { وأوتينا من كل شيء }[ 16 ] ، يعني من كل شيء من الخيرات ، يؤتاه{[51941]} الأنبياء والناس ، وهذا على التكثير{[51942]} كما تقول{[51943]} : ما لقيت أحدا إلا كلمته .

ثم قال تعالى{[51944]} : { إن هذا لهو الفضل المبين }[ 16 ] ، أي إن الذي أوتيناه من الخيرات لهو الفضل{[51945]} على جميع أهل دهرنا الظاهر .


[51902]:"تعالى" سقطت من ز.
[51903]:انظر: ابن كثير 5/225، والدر19/344.
[51904]:ع: "تسع عشر" والمثبت من ز.
[51905]:بعده في ز: داود.
[51906]:بعده في ز: منه.
[51907]:و"الملك" سقطت من ز.
[51908]:"تعالى ذكره وقال": سقط من ز.
[51909]:"أي" سقطت من ز.
[51910]:ز: عنه.
[51911]:ز: نطق الرجال.
[51912]:ز: خمسة.
[51913]:ز: وخمسة.
[51914]:ز: وخمسة.
[51915]:ز: للوحوش.
[51916]:ز: وخمسة.
[51917]:ز: للطيور.
[51918]:ز: "الرخى" والصواب: الرخاء. يقال: رخاء، ورُخاء، انظر: مختار الصحاح ص/101 مادة رخا.
[51919]:"عز وجل" سقطت من ز.
[51920]:بعدها في ز: إليه.
[51921]:بعدها في ز: به.
[51922]:ابن جرير19/141، والدر19/345.
[51923]:ز: السحرة.
[51924]:"تعالى" سقطت من ز.
[51925]:ز: في دار.
[51926]:ز: من جنوده.
[51927]:ز: بين.
[51928]:بعدها في ز: سليمان.
[51929]:ز: آل. ع: إلى، والمثبت من ز.
[51930]:"سليمان" سقطت من ز.
[51931]:ز: فحبسه.
[51932]:ز: رأيت.
[51933]:ز: نفسي.
[51934]:ز: أوتيه.
[51935]:"عنك" سقطت من ز.
[51936]:ز: فقال.
[51937]:ز: "تشكروا الله على ما أعطاك".
[51938]:انظر: الدر19/346.
[51939]:هذه الآثار وغيرها التي يرويها وهب من الإسرائيليات التي لا أصل لها.[المدقق].
[51940]:"تعالى" سقطت من ز.
[51941]:ز: أوتاه.
[51942]:ز: وعلى هذا التكثير.
[51943]:ز: يقال.
[51944]:"تعالى" سقطت من ز.
[51945]:بعده في ز: المبين.