الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ وَأُوْلُواْ ٱلۡعِلۡمِ قَآئِمَۢا بِٱلۡقِسۡطِۚ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (18)

قوله تعالى : ( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ . . . ) الآية [ 18 ] .

نفى الله عز وجل بهذه الآية ما أضافته( {[9607]} ) إليه النصارى الذين حاجوا النبي عليه السلام( {[9608]} ) –في عيسى- وغيرهم ، أنه إله( {[9609]} ) فأخبرهم أنه ( لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ ) ، وأن ذلك شهد به هو ، وملائكته وأهل العلم من خلقه .

قال أبو عبيدة : معنى شهد الله : قضى الله( {[9610]} ) ، أي : علم . وأنكر ذلك جماعة( {[9611]} ) ، ومعنى ( قَائِما بِالْقِسْطِ ) أي : بالعدل .

وقرأ أبو المهلب( {[9612]} ) : " شهداَء الله " رده على ما قبله ، ونصبه على الحال .

وروى عنه : شهداء( {[9613]} ) الله على الحال أيضاً .

وعنه : شهداءُ الله ، رفع بالابتداء( {[9614]} ) .


[9607]:- (ب) (د): أضافت.
[9608]:- (ج): صلى الله عليه وسلم.
[9609]:- (ج): الله.
[9610]:- انظر: مجاز القرآن: 1/89.
[9611]:- انظر: جامع البيان 3/209، وانظر: معاني الزجاج 1/385، والمحرر 3/919.
[9612]:- هو أبو المهلب محارب بن دثار السدوسي الكوفي توفي 119 هـ. من كبار العلماء، وأحد شيوخ يعقوب، روى عن جابر وابن عمر، انظر: التهذيب 10/49 وغاية النهاية 2/42.
[9613]:- (أ): الله.
[9614]:- هي قراءة شاذة، وتنسب أيضاً إلى أبي الشعفاء، وأبي نهيك، انظر: إعراب النحاس 1/316، والمحتسب 1/155 ومختصر الشواذ 19.