الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قُلِ ٱللَّهُمَّ مَٰلِكَ ٱلۡمُلۡكِ تُؤۡتِي ٱلۡمُلۡكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ ٱلۡمُلۡكَ مِمَّن تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُۖ بِيَدِكَ ٱلۡخَيۡرُۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (26)

قوله : ( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ ) الآية [ 26 ] .

ذُكِرَ أن النبي عليه السلام( {[9702]} ) سأل الله أن يجعل مُلك فارس والروم لأمته ، فأنزل الله : قل( {[9703]} ) يا محمد : ( اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ ) الآية( {[9704]} ) .

وروي أن النبي عليه السلام( {[9705]} ) ، بشر أصحابه بفتح الشام وملك قيصر وكسرى ، فبلغ ذلك اليهود فقالوا : هيهات ، هيهات ، فعظموا ما صغر الله من ملك الكفار ، فقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم قل يا محمد( {[9706]} ) ( اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ ) الآية( {[9707]} ) .

فلما سمعوا بذلك ذلوا ، ( طلبوا الموادعة( {[9708]} ) ) ، فكانوا( {[9709]} )( {[9710]} ) في رفاهية من العيش حتى بغوا ، فرد الله بغيهم عليهم ، فقُتِلوا ، وأُجْلُوا .

قال مجاهد : ( تُوتِي المُلْكَ مَن تَشَاءُ ) : النبوة( {[9711]} )( {[9712]} ) .

وقيل : الملك ، والمال ، والعبيد( {[9713]} ) .

وقيل : هو الغلبة( {[9714]} ) .

( وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ ) " أي : بالغلبة ، يقال : عزه إذا غلبه( {[9715]} ) .


[9702]:- (ج): صلى الله عليه وسلم.
[9703]:- (أ): فال.
[9704]:- انظر: جامع البيان 3/222، وأسباب النزول: 55، والدر المنثور 2/171.
[9705]:- (ج): صلى الله عليه وسلم.
[9706]:- (أ): قال.
[9707]:- انظر: سنن النسائي كتاب الجهاد 6/44، وأسباب النزول 55.
[9708]:- (ج): المواعدة.
[9709]:- الموادعة شبه التصالح والمصالحة، انظر: اللسان (ودع) 8/386.
[9710]:- (ج): كانوا.
[9711]:- انظر: جامع البيان 3/222، والدر المنثور 2/172.
[9712]:- اعترض أبو حيان على هذا، لأن الله لم يأت النبوة لأحد ثم ينزعها منه، انظر: البحر 2/419.
[9713]:- انظر: معاني الزجاج 1/392.
[9714]:- انظر: المصدر السابق.
[9715]:- انظر: المفردات: 344، واللسان عز 5/384.