قوله تعالى ذكره : { وهو الذي يبدؤا الخلق ثم يعيده } 26 ، إلى قوله : { بما لديهم فرحون } 31 .
أي : والذي له هذه الصفات هو الذي يبدؤ الخلق من غير أصل وأمثال ثم يفنيه ثم يعيده بعد إفنائه كما بدأ .
{ وهو أهون عليه } أي : وإعادته هين عليه قال ابن عباس{[54736]} .
وقيل : المعنى : الإعادة أهون على المخلوق لأنه يقوم بشرا سويا ، وقد كان في الابتداء ينقل من حال إلى حال{[54737]} .
روي ذلك أيضا عن ابن عباس{[54738]} .
وعن ابن عباس : أن معناه : وهو أيسر عليه{[54739]} . وقاله مجاهد{[54740]} .
فيكون هذا بمنزلة قوله : { وكان ذلك على الله يسيرا }{[54741]} .
وقال عكرمة : تعجب الكفار من إحياء الله الموتى فنزلت هذه الآية{[54742]} .
فالمعنى عنده : إعادة الخلق أهون عليه من ابتدائه{[54743]} .
وقال قتادة : إعادته أهون عليه من بدايته ، وكل شيء عليه هين{[54744]} .
وفي حرف{[54745]} ابن مسعود : " وهو علي{[54746]} هين{[54747]} " وقيل : أهون على بابها ، على معنى أسهل عليه من الابتداء{[54748]} .
وجاز ذلك في صفات الله كما قال : { وكان ذلك على الله يسيرا }{[54749]} .
وحسن ذلك كله لأن الله خاطب العباد بما يعقلون ، فأعلمهم أنه يجب عندهم أن يكون البعث أسهل من الابتداء ، فجعله مثلا لهم لأنهم كذلك يعرفون في عادتهم أن إعادة الشيء مع تقدم مثال أسهل من اختراع الشيء بغير مثال تقدم ، فهو مثل لهم على ما يفهمون ، ألا ترى أن بعده { وله المثل الأعلى في السماوات والأرض } معناه : أنه لا إله إلا الله لا مثال له .
قال ابن عباس : { وله المثل الأعلى } ليس كمثله شيء{[54750]} .
وقال قتادة : مثله أنه لا إله إلا هو ولا رب غيره{[54751]} .
وقيل : المعنى ما أراد كان{[54752]} وحقيقته في اللغة أن المثل الوصف{[54753]} .
فمعناه وله الوصف الأعلى من كل وصف .
{ وهو العزيز } في انتقامه من أعدائه { الحكيم } في تدبيره خلقه على ما يشاء
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.