اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ لَكُمۡ عَدُوّٞ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوًّاۚ إِنَّمَا يَدۡعُواْ حِزۡبَهُۥ لِيَكُونُواْ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ} (6)

قوله : { إِنَّ الشيطان لَكُمْ عَدُوٌّ } لما قال تعالى : { وَلاَ يَغُرَّنَّكُمْ بالله الغرور } [ فاطر : 5 ] ذكر ما يمنع العاقل من الاغترار وقال{[45030]} : { الشيطان لَكُمْ عَدُوٌّ فاتخذوه عَدُوّا } ولا تسمعوا قوله . وقوله : { فاتخذوه عَدُوّا } أي اعملوا ما يسوؤه وهو العمل الصالح . ثم قال : { إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُواْ } أي أشياعه { لِيَكُونُواْ مِنْ أَصْحَابِ السعير } ( و ){[45031]} في الآية أشارة إلى معنى لطيف وهو أن من يكون له عدو فإما أنْ يُعَادِيَه مجازاةً له وإما أن يُرْضيه فلما قال تعالى : { إِنَّ الشيطان لَكُمْ عَدُوّ } أمرهم بالعداوة وأَشَارَ إلى أن الطريق ليس إلا هذا . وأما الإرضاء فلا فائدة فيه لأنكم إنْ أَرْضَيْتمُوهُ{[45032]} واتَّبعتُمُوهُ فهو لا يؤدِّيكم إلا إلى السعير .


[45030]:في ((ب)): فقال وفي الفخر كما هنا في ((أ)).
[45031]:زيادة من ((ب)).
[45032]:في ((ب)) أوصيتموه وفي الرازي راضيتموه.