فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ لَكُمۡ عَدُوّٞ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوًّاۚ إِنَّمَا يَدۡعُواْ حِزۡبَهُۥ لِيَكُونُواْ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ} (6)

ثم حذر سبحانه عباده من الشيطان فقال : { إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ }

ظاهر العداوة فعل بأبيكم ما فعل ، وأنتم تعاملونه معاملة من لا علم له بأحواله والتنكير للتعظيم أي عدو عظيم لأن عداوته عامة قديمة ، والعموم يفهم من قوله : لكم حيث لم يخص ببعض دون بعض ، والقدم من الجملة الاسمية الدالة على الاستمرار .

{ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا } أي فعادوه بطاعة الله ولا تطيعوه في معاصي الله ، وكونوا على حذر في جميع أحوالكم وأفعالكم وعقائدكم عن صميم قلوبكم وإذا فعلتم فعلا فتفطنوا له فإنه ربما يدخل عليكم فيه الرياء ويزين لكم القبائح قال القشيري : ولا يتعزى على عداوته إلا بدوام الاستعانة بالرب ، فإنه لا يغفل عن عداوتكم فلا تغفلوا أنتم عن مولاكم لحظة . ذكره الخطيب ، ثم بين الله سبحانه لعباده كيفية عداوة الشيطان لهم وحذرهم عن طاعته فقال :

{ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ } أي إنما يدعو أشياعه وأتباعه والمطيعين له إلى معاصي الله سبحانه لأجل أن يكونوا من أهل النار واللام للتعليل ومحل الموصول في قوله { الَّذِينَ كَفَرُوا }