ثم قال تعالى ذكره : { وإن له عندنا لزلفى وحسن مئاب } أي : وإن لسليمان في الآخرة عند الله لقربة منه وحسن مرجع ومصير . وإنما رغب سليمان إلى الله في هذا الملك ليعلم منزلته عند الله ، ودرجته ، وقبول توبته ، ومقدار إجابته له ، لا لمحبته في الدنيا ورغبته فيها وجلالة قدرها عنده ، بل كانت أهون عنده من ذلك .
ويجوز أن يون سأل ذلك ليقوى به على الجهاد في سبيل الله عز وجل ، لا لمحبته في الدنيا وملكها .
وقوله : { لا ينبغي لأحد من بعدي } الأحسن في تأويله : ( لا أسلبه ){[58365]} كما سلبت ملكي قبل هذا ، لا أنه بَخَّلَ على من بعده أن يكون له مثل ملكه بعد موته .
وقيل : معناه : لا ينبغي لأحد من أهل زماني فيكون ذلك لي واختصاصي به دون غيري ، حجة لي على نبوتي وأني رسولك إليهم .
وإذا أتى بمثل ملكي غيري من أهل زماني لم يكن له حجة على من أرسلت إليه ، إذ قد أوتي غيري مثل ما أوتيت .
فانفرادي بذلك يدل على نبوتي وصدقي . إذْ كانت الرسل لا بد لها من أعلام تفارق بها سائر الناس{[58366]} .
وذكر ابن وهب{[58367]} عن ابن شهاب{[58368]} أن سليمان عليه السلام كان إذا رأى ما هو مما أعطاه الله قال : نموت وننسى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.