الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ ٱلدُّنۡيَا فَعِندَ ٱللَّهِ ثَوَابُ ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ سَمِيعَۢا بَصِيرٗا} (134)

قوله : ( مَّنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا( {[13767]} ) فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا( {[13768]} ) وَالآخِرَةِ . . . ) الآية [ 134 ]( {[13769]} ) .

هذه الآية نزلت في المنافقين الذين أظهروا [ الإيمان ليدفعوا عن أنفسهم الضرر في الدنيا ، والمعنى من كان أظهر( {[13770]} ) الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم من أهل النفاق لغرض ( الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا ) يعني جزاؤه في الدنيا ما يأخذ من المغنم إذا شهد مع المسلمين ، وثواب الآخرة ، وهو نار يصلاها أبداً( {[13771]} ) ، ومثل هذا قوله ( مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ الَيْهِمُ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يَبْخَسُونَ أُوْلَئِكَ الذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ ) الآية( {[13772]} ) .

وقيل : ( {[13773]} ) إن الآية نزلت في أمر الذين سعوا في أمر طعمة وعذروه ، وهم يعلمون أنه سرق .

قوله : ( وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعاً ) أي : يسمع قول هؤلاء الذين يريدون ثواب الدنيا بأعمالهم ، ويقولون آمنا إذا لقوا المؤمنين ( بَصِيراً ) بهم فيما يكتمون .

وقيل( {[13774]} ) : إن الآية نزلت في الكفار ، وذلك أنهم كانوا لا يؤمنون بالبعث ، ويتقربون إلى الله ليوسع عليهم في الدنيا ، ويدفع عنهم مكروهاً ، فأنزل الله عز وجل : ( مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا . . . ) الآية .


[13767]:- (د): ثواب الدنيا الآية فعند الله.
[13768]:- ساقط من (د).
[13769]:- ساقط من (أ).
[13770]:- ساقط من (د).
[13771]:- انظر: هذا التوجيه في جامع البيان 5/320.
[13772]:- هود آية 14-15.
[13773]:- انظر: جامع البيان 5/223.
[13774]:- انظر: هذا التوجيه في معاني الزجاج 2/117.