قوله : ( وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ . . . ) الآية : [ 129 ] .
المعنى : ولن تطيقوا أيها الرجال أن تسووا( {[13740]} ) بين النساء في حبهن بقاؤكم حتى تعدلوا بينهن ، فلا تكون لبعضهن مزية على بعض ( وَلَوْ حَرَصْتُمْ ) فإن ذلك مما لا تقدرون عليه ( فَلاَ تَمِيلُوا كُلَّ المَيْلِ ) أي : لا تميلوا على من لم تملكوا صحبته( {[13741]} ) من قلوبكم فتجوروا عليها بترك أداء الواجب لها ( فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ ) أي كالتي هي لا ذات زوج ، ولا هي أيم .
وليس في قوله : ( فَلاَ تَمِيلُوا كُلَّ المَيْلِ ) دليل على جواز بعض الميل ، إنما معناه لا تميلوا بما تقدرون على تركه ميل الميل فهو أمر يُغلب الإنسان عليه ، ولذلك كان عمر رضي الله عنه يقول : " اللهم أما قلبي فلا أملك ، وأما غير ذلك فأرجو أن أعدل " ( {[13742]} ) .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم بين نسائه فيعدل ويقول : ( {[13743]} ) " اللهم هذه قسمتي فيما أملك ، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك " ( {[13744]} ) .
قال( {[13745]} ) ابن أبي مليكة : ( {[13746]} ) " نزل ذلك في عائشة رضي الله عنها . يعني كان النبي صلى الله عليه وسلم يحبها أكثر من غيرها " ( {[13747]} ) .
قال سفيان : " نزلت في الحب والجماع " ( {[13748]} ) .
وقال السدي : ( فَلاَ تَمِيلُوا كُلَّ المَيْلِ ) قال : " تجور عليها فلا تنفق ولا تقسم " ( {[13749]} ) .
وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من كانت له امرأتان يميل [ مع ]( {[13750]} ) إحداهما على الأخرى جاء يوم القيامة أحد شقيه ساقط " ( {[13751]} ) .
وقال قتادة : " المعلقة " : المحبوسة .
وقال ابن جبير : " لا مطلقة ولا ذات بعل( {[13752]} ) .
قوله : ( وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا ) أي تصلحوا أعمالكم ، فتعدلوا في أزواجكم ، وتتقوا الله فيهن ( فَإِنَّ اللَّهَ ) لم يزل ( غَفُوراً رَّحِيماً ) لكم أي يستر عليكم ما سلف منكم ( رحيماً بكم ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.