قوله( {[11481]} ) : ( يَأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ ) [ الآية ]( {[11482]} ) .
قوله : ( وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً ) يدل على أن( {[11483]} ) الخنثى لابد أن يكون رجلاً أو امرأة ، إذ لم يخلق الله( {[11484]} ) عز وجل من ظهر آدم صلى الله عليه وسلم إلاَّ رجلاً أو امرأة ولا ثالث .
ومن قرأ " الأرحام " بالخفض ، فهو غير جائز عند البصريين ، وقبيح عند الكوفيين ، لأنه عطف ظاهر على مضمر مخفوض( {[11485]} ) .
وقد قيل : إن الخفض على القسم( {[11486]} ) ، وقد قيل : إن المعنى وربّ الأرحام( {[11487]} ) .
وفي واحد الأرحام لغات : رَحِمٌ ورِحِمٌ ، ورَحْمٌ [ ورِحْمٌ ]( {[11488]} ) .
والرحم مؤنثة ، ومعنى الآية : أن الله تعالى نبّه( {[11489]} ) خلقه على قدرته وأمره بتقواه( {[11490]} ) ، والنفس هنا : آدم صلى الله عليه وسلم .
[ وقوله( {[11491]} ) ] : ( وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا ) الآية [ 1 ] .
قال مجاهد : خلق حواء عن قصيري( {[11492]} ) آدم وهو نائم ، استيقظ فقال " أثا( {[11493]} ) " بالنبطية : امرأة( {[11494]} ) .
قال السدي : أُسكِنَ آدم الجنة فكان يمشي فيها وحيشاً( {[11495]} ) ليس له زوج يسكن إليها ، فنام نومة فاستيقظ ، فإذا عند رأسه امرأة قاعدة ، خلقها الله تعالى من ضلعه( {[11496]} ) ، فسألها : من أنت ؟ فقالت : امرأة ، قال : ولم خُلقتِ ؟ قالت : لتسكن إليّ( {[11497]} ) .
قال ابن إسحاق : ألقى الله عز وجل على آدم السنة فنام فأخذ ضلعاً من أضلاعه من شقّه الأيسر ، ولأم( {[11498]} ) مكانه لحماً ، فخلق منه حواء ليسكن إليها ، فلما انتبه رآها إلى جنبه فقال : لحمي ودمي ، وزوجي ، فسكن إليها( {[11499]} ) .
وعن ابن عباس أنه قال : إن الله جلّ ذكره خلق آدم صلى الله عليه وسلم بيده سبحانه وتعالى في جنات عدن( {[11500]} ) ، فرأى آدم صلى الله عليه وسلم كل شيء يشبه بعضه بعضاً ، ولم يرَ في الجنة شيئاً يشبهه ، وأحبّ أن يكون معه من يشبهه ليأنس به ، وأحبّ الله عز وجل أن يؤنسه( {[11501]} ) بزوجته ليكون منهما النسل ، فأسبته( {[11502]} ) الله عز وجل ، والجنة لا نوم فيها ، ولا نعاس ولا سبات ، فخلق حواء من ضلع من أضلاعه وهي : القصيري فلما ذهب عنه السبات( {[11503]} ) رأى من يأنس به ، ويشبهه فسمي إنساناً حيث أنس ، فقال لها : ما أنت ؟ قالت : أثا ، وأثا بالسريانية أنثى ، وقيل : معناه امرأة( {[11504]} ) .
قال جماعة من المفسرين : لما خلق الله عز وجل ( وتعالى )( {[11505]} ) آدم صلى الله عليه وسلم ، ألقى عليه النوم ، فلما نام خلق حواء من أحد أضلاعه ، وهو لا يشعر ولا يألم ، فلما انتبه فرآها( {[11506]} ) قال : من هذه ؟ قيل : هي زوجك ، فعطف( {[11507]} ) عليها ، وأحبّها ولو ألمِ لخلْقها لم يحنُ عليها ، ولم يعطف أبداً ، وإنما( {[11508]} ) سمّيت حواء لأنها خلقت من حي .
قال ابن عباس : خلق الرجل من الأرض فجعلت همّته في الأرض ، وخلقت المرأة من الرجل فجعلت همّتها في الرجل ، فاحبسوا نساءكم( {[11509]} ) .
قوله : ( وَبَثَّ مِنْهُمَا [ رِجَالاً ]( {[11510]} ) ) أي : نشر من آدم وحواء خلقاً كثيراً .
ومعنى( {[11511]} ) ( تَسَّاءَلُونَ ) أي : اتقوا الله الذي إذا سأل بعضكم بعضاً سأل به وجعله وسيلة ، يقول السائل أسألك بالله ، أنشدك بالله وشبهه ، فكما تعظمونه بألسنتكم ، عظّموه بالطاعة فيما أمركم به ونهاكم عنه .
وقال الضحّاك : ( تَسَّاءَلُونَ بِهِ ) أي تعاقدون به ، وتعاهدون به( {[11512]} ) .
وقال ابن عباس : ( تَسَّاءَلُونَ بِهِ ) فتتعاطفون به( {[11513]} ) .
( وَالاَرْحَامَ ) أي( {[11514]} ) اتقوا الأرحام ، هذا على قراءة من قرأ بالنصب . ومن قرأ بالخفض . فمعناه : تساءلون به وبالأرحام ( تقولون أسألك بالله وبالرحم ) ( {[11515]} ) .
قال ابن عباس والمعنى : واتقوا الله في الأرحام فصلوها( {[11516]} ) .
( إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ) أي : حفيظاً محصياً لأعمالكم( {[11517]} ) ومجازيكم( {[11518]} ) عليها .
قال يعقوب : الوقف ( تَسَّاءَلُونَ بِهِ ) على قراءة النصب و " الأرحام " على قراءة الخفض( {[11519]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.