قوله : ( فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمُ ) الآية [ 195 ] .
المعنى : فأجابهم ربهم ( أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلِ مِّنْكُم )( {[11453]} ) عمل خيراً ، روي عن أم سلمة( {[11454]} ) أنها قالت : يا رسول الله ، لا أسمع الله يذكر النساء في الهجرة بشيء ؟ فأنزل الله عز وجل ( أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلِ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ اَوْ اُنْثَى ) أي ذكراً كان أو أنثى( {[11455]} ) .
قال الكوفيون : دخلت ( مِّن ) في قوله ( مِّن ذَكَرٍ ) على التفسير لقوله ( مِّنكُم ) أي : منكم من الذكور والإناث ، قال( {[11456]} ) : وليست من هاهنا يجوز حذفها لأنها دخلت لمعنى لا يصلح الكلام إلا بها وإنما يجوز حذفها إذا كانت تأكيداً للجحد . وقال بعض البصريين : دخلت ( مِّن ) هاهنا كما دخلت في قولك : قد كان من حديث فلان كذا ، قال : وحرف النفي قد تقدم في قوله ( أَنِّي لاَ أُضِيعُ ) قد دخلت للتأكيد( {[11457]} ) ، والأحسن أن تكون من للتفسير كما تقدم .
ومعنى : ( بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ )( {[11458]} ) أن بعضكم في النصر والمذلة والجزاء من بعض أي حكم الجميع الذكر والأنثى سواء ( لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ ) أي لأمحونها عنهم ولأسترنها عليه ( ثَوَاباً ) مصدر لأنه كما قال ( وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي ) كان بمعنى لأثيبنهم ثواباً( {[11459]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.