الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَا تُؤۡتُواْ ٱلسُّفَهَآءَ أَمۡوَٰلَكُمُ ٱلَّتِي جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمۡ قِيَٰمٗا وَٱرۡزُقُوهُمۡ فِيهَا وَٱكۡسُوهُمۡ وَقُولُواْ لَهُمۡ قَوۡلٗا مَّعۡرُوفٗا} (5)

قوله : ( وَلاَ تُوتُوا السُّفَهَاءَ امْوَالَكُمُ ) الآية [ 5 ] .

من قرأ( {[11602]} ) : قياماً فهو مصدر ، والمعنى الذي تصلح به أموركم فتقومون بها قياماً ، وجعله الأخفش جمع( {[11603]} ) قائمة .

ومن قرأ : قيماً فهو عند البصريين جمع قيمة أي : جعلها الله قيمة للأشياء .

وقرأ النخعي ( وَالتِي( {[11604]} ) ) بالجمع( {[11605]} ) .

قال الفراء الأكثر في كلام العرب : النساء اللواتي ، والأموال التي( {[11606]} ) .

والسفهاء هنا : النساء والصبيان ، وهو قول قتادة وابن جبير والحسن والسدي والضحاك( {[11607]} ) . وقيل : هم الصبيان خاصة قاله ابن عباس( {[11608]} ) . وقيل : هم الصغار ولد الرجل خاصة( {[11609]} ) .

وقيل : هم النساء خاصة( {[11610]} ) . وقيل : هم اليتامى الذين لم يبلغوا الرشد وهذا قول حسن( {[11611]} ) والمعنى : لا تسلطوهم على أموالكم التي جعلها الله( {[11612]} ) قيام معاشكم ، فيفسدوها ولكن ارزقوهم ، واكسوهم ، وإن كانوا ممن تلزمكم نفقتهم ، وهذا قول من قال : السفهاء ولد الرجل وامرأته( {[11613]} ) .

ومن قال( {[11614]} ) : إن السفهاء المُولى عليهم : فمعناه أنه أضاف الأموال إلى الأولياء لأنها( {[11615]} ) بأيديهم ، وهم الناظرون فيها وأمرهم أن يرزقوهم منها ويكسوهم .

قوله : ( وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً ) أي : عدوهم وعداً حسناً من البر والصلة ، وقيل( {[11616]} ) : المعنى ادعوا لهم بالصلاح .

وقيل( {[11617]} ) : المعنى علموهم أمر دينهم .

وقال ابن جريج : المعنى : قولوا لهم إن صلحتم ورشدتم سلمنا إليكم أموالكم ، وخلينا بينكم وبينها( {[11618]} ) .


[11602]:- في "قياماً" أربع قراءات: (أ) قياماً هي قراءة الجمهور ومعظم السبعة جعلوه اسماً من أقام. (ب) قيماً وهي قراءة تنسب لنافع وأبي عامر. (ج) قِواماً: بكسر القاف وهي قراءة تنسب لعبد الله ابن عمر. (د) قَواماً فتح القاف وهي قراءة تنسب أيضاً للحسن وعيسى بن عمر. والقراءتان (ج) و(د) قراءتان شاذتان، والمعنى الذي نبّه عليه مكي هو للفراء والكسائي وعندهما أن قيماً وقواماً بمعنى قياماً، انظر: جامع البيان 4/249 وإعراب النحاس 1/396، مختصر الشواذ 24 ومشكل الإعراب 1/189 والبحر 3/170.
[11603]:- (أ) (ج): جميع.
[11604]:- (ج): التي.
[11605]:- انظر: معاني الزجاج 2/14.
[11606]:- انظر: معاني الفراء 1/257.
[11607]:- جامع البيان 4/245-246، والدر المنثور 2/431.
[11608]:- انظر: جامع البيان 4/246.
[11609]:- يعزى لأبي مالك في المصدر السابق.
[11610]:- هو قول مجاهد، انظر: تفسير مجاهد 1/144.
[11611]:- يعزى لسعيد بن جبير في جامع البيان 4/249.
[11612]:- (د): جعل الله لكم.
[11613]:- هو قول ابن عباس ومجاهد والضحاك والسدي، انظر: جامع البيان 4/245. والدر المنثور 2/432.
[11614]:- عزاه الطبري لابن عباس والضحاك، انظر: المصدر السابق.
[11615]:- (أ) (ج): بأنها.
[11616]:- عزاه الطبري لابن زيد، انظر: جامع البيان 4/251.
[11617]:- عن معاني الزجاج 2/14.
[11618]:- هو ما رجح الطبري في جامعه، انظر: 4/251.