قوله : ( وَلاَ تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ ) الآية [ 32 ] .
نهى المؤمنين أن يتمنوا ما فضل الله به بعضهم على بعض وأمرهم أن يسألوه من فضله ، وروي أن أم سلمة( {[12275]} ) قالت يا رسول الله : لا نعطى الميراث ؟ ولا نغزو في سبيل الله تعالى فنقتل ؟ فأنزل الله عز وجل ( وَلاَ تَتَمَنَّوْا ) الآية( {[12276]} ) .
قال ابن عباس : هو الرجل يقول : وددت لو أن لي مال فلان ، فنهى الله تعالى عن ذلك ، وأمرهم أن يسألوه من فضله( {[12277]} ) لأن التمني يورث الحسد والبغي .
وقال السدي : نزلت في الرجال والنساء . وقال الرجال : لو كان لنا من الأجر مثلا ما للنساء كما لنا من الميراث مثلا ما لهن ، وقال النساء : لو كان لنا أجر مثل الرجال الشهداء ، فلو كتب علينا القتال لقاتلنا ، فقال الله تعالى : ( وَلاَ تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ ) وقال ( وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ )( {[12278]} ) .
وقال ابن جبير : ( وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ ) العبادة( {[12279]} ) .
وقيل : اسألوه التوفيق ، والعمل بما يرضيه( {[12280]} ) .
( إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً ) . أي : لم يزل عالماً بما يصلح عباده ، فلا يحسد بعضهم بعضاً( {[12281]} ) .
قوله : ( لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ ) المعنى : للرجال نصيب مما اكتسبوا من الأبواب على الطاعة ، والعقاب على المعصية وللنساء مثل ( ذلك )( {[12282]} ) .
وقال قتادة : كان أهل الجاهلية لا يورثون النساء( {[12283]} ) شيئاً ، فلما( {[12284]} ) أنزل الله ميراثهم ، قال النساء : لو جعل أنصباءنا ( في الميراث كالرجال ، وقال الرجال : إنَّا لنرجو( {[12285]} ) أن نفضل النساء في الحسنات في الآخرة كما فُضِّلْنا ) في( {[12286]} ) الدنيا عليهن بالميراث فأنزل الله تعالى ( لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ ) يقول : المرأة تجزى بحسنتها ( عَشْرُ أَمْثَالِهَا )( {[12287]} ) كما جزي( {[12288]} ) الرجل ، ثم قال : ( وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ )( {[12289]} ) .
وقيل : إنه لما نزل ( لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الاُنْثَيَيْنِ ) قالت النساء : كذلك عليهم نصيبان من الذنوب ، كما لهم نصيبان من الميراث فأنزل الله عز وجل ( لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا ) أي : من الذنوب وللنساء مثل ذلك ( وَسْئَلُوا اللَّهَ( {[12290]} ) مِن فَضْلِهِ )( {[12291]} ) .
وقيل : المعنى : للجميع نصيب من موتاهم( {[12292]} ) .
وقيل : المعنى : للرجال نصيب من موتاهم( {[12293]} ) .
وقيل : المعنى : للرجال نصيب من الأجر وهو الجهاد ، وخصوا به وبأجره ، وللنساء نصيب من الأجر خصصن به ، وهو حفظها لزوجها في السر والعلانية ، ونظرها لزوجها ، وطاعتها له وإصلاحها عليه كل لها فيه أجر خصت به( {[12294]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.