ثم قال تعالى : { يكاد السموات يتفطرن من فوقهن } أي : تكاد تشقق {[60644]} من فوق الأرضين من عظمة الرحمن وجلالته . هذا قول جميع المفسرين {[60645]} .
وقيل : المعنى : تكاد السموات يتشققن {[60646]} من أعلاهن من عظمة الله فيكون {[60647]} الضمير في { فوقهن } ( على القول ) {[60648]} الأول يعود على الأرضين .
وعلى هذا القول الثاني يعود على السموات {[60649]} .
وكان علي بن سليمان يقول : الضمير في فوقهن للكفار ، أي : من فوق الكفار {[60650]} . وهذا {[60651]} قول بعيد ، لا يجوز في المذكرين من بني آدم : ( رأيتهن ) {[60652]} .
وقيل : المعنى : يكاد السماوات يتفطرن من فوق الأرضين {[60653]} من قول المشركين وكفرهم {[60654]} .
{ والملائكة يسبحون بحمد ربهم } تعظيما لله سبحانه وتعجبا من مقالة المشركين {[60655]} وهم مع يستغفرون لمن في الأرض ، يعني المؤمنين {[60656]} .
ثم قال تعالى : { والملائكة يسبحون بحمد ربهم } أي : يُصَلُّونَ بطاعة ربهم شكرا له وجلالة وهيبة ، هذا قول الطبري {[60657]} .
وقال الزجاج : معناه : والملائكة يعظمون الله وينزهونه عن السوء {[60658]} .
ثم قال تعالى : { ويستغفرون لمن في الأرض } أي : ويسألون ربهم المغفرة لذنوب من في الأرض من المؤمنين . وهذا اللفظ عام ومعناه الخصوص قاله السدي وغيره {[60659]} .
ولا يجوز أن يكون ( عاما فيدخل ) {[60660]} في {[60661]} ذلك الكفار لأنه تعالى قد قال : { أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين } {[60662]} فغير جائز أن يستغفر {[60663]} لهم الملائكة {[60664]} .
وروي عن وهب بن منبه أنه قال : هي منسوخة ( نسخها الآية ) {[60665]} التي في سورة المؤمن {[60666]} .
قوله تعالى جل ذكره {[60667]} : { ويستغفرون للذين آمنوا } {[60668]} {[60669]} .
وهذا عند أهل النظر لا يجوز فيه نسخ لأنه {[60670]} خبر ، ولكن تأويل قول وهب ابن منبه في هذا أنه أراد أن هذه الآية نزلت على نسخ تلك الآية .
ثم قال : { ألا إن الله هو الغفور الرحيم } أي : الغفور لذنوب مؤمني عباده {[60671]} ، الرحيم بهم أن يعذبهم بعد توبتهم .
وأجاز أبو حاتم الوقف على ( من فوقهن ) . وذلك جائز إن جعلت ما بعده منقطعا منه . فإن جعلته في موضع الحال لم يجز الوقف دونه {[60672]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.