الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَجَعَلُواْ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةَ ٱلَّذِينَ هُمۡ عِبَٰدُ ٱلرَّحۡمَٰنِ إِنَٰثًاۚ أَشَهِدُواْ خَلۡقَهُمۡۚ سَتُكۡتَبُ شَهَٰدَتُهُمۡ وَيُسۡـَٔلُونَ} (19)

ثم قال تعالى : { وجعلوا الملائكة الذين هم عند الرحمن إناثا } أي : ووصفوا الملائكة بهذا الوصف .

فجعل هنا بمعنى ( وصف ){[61337]} تقول : جعلت فلان أعلم الناس/ ، أي : وصفته بهذا . يتعدى{[61338]} إلى مفعول واحد ( في الأصل ){[61339]} .

ثم قال : { أشهدوا خلقهم } هذا على التقرير والتوبيخ لهم ، ومعناه : لم يشهدوا خلق الملائكة ، فكيف تجرؤوا على وصفهم بالإناث .

ثم قال تعالى : على التهدد والوعيد لمن فعل ذلك ( ولمن يقول ذلك ){[61340]} : { سنكتب شهادتهم ويسألون } أي : يسألون عن قولهم وافترائهم يوم القيامة ، ولن يجدوا إلى الاعتذار من قولهم سبيلا .


[61337]:وقال به أيضا ابن سلام في التصاريف 220.
[61338]:(ت): (فهي يتعدى).
[61339]:ساقط من (ح).
[61340]:ساقط من (ت).