الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَقَدۡ مَكَّنَّـٰهُمۡ فِيمَآ إِن مَّكَّنَّـٰكُمۡ فِيهِ وَجَعَلۡنَا لَهُمۡ سَمۡعٗا وَأَبۡصَٰرٗا وَأَفۡـِٔدَةٗ فَمَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُمۡ سَمۡعُهُمۡ وَلَآ أَبۡصَٰرُهُمۡ وَلَآ أَفۡـِٔدَتُهُم مِّن شَيۡءٍ إِذۡ كَانُواْ يَجۡحَدُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ} (26)

قوله : { ولقد مكناهم فيما إن مكناكم } إلى قوله : { ولو إلى قومهم منذرين } الآيات [ 25-28 ] .

أي : ولقد مكنا عاد الذين أهلكوا بكفرهم فيما لم نمكن لكم أيها القوم فيه من الدنيا .

قال قتادة : أنبأنا الله عز وجل بأنه قد مكنهم/في شيء ولم يمكنا{[63145]} .

قال المبرد : " ما " {[63146]} هاهنا بمعنى " الذي " و " إن " بمعنى " ما " وقيل إن{[63147]} " إن " زائدة ، ولا يعرف{[63148]} زيادة " إن " إلا في النفي ، وإنما تكون زائدة في الإيجاب " أن " المفتوحة{[63149]} .

ثم قال : { وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة } [ 25 ] .

أي : خلقنا لمن تقدم من عاد{[63150]} سمعا يسمعون به مواعظ ربهم وأبصارا يبصرون بها آيات ربهم ، وأفئدة أي : قلوب{[63151]} يعقلون بها الحق{[63152]} ويميزونه من الباطل ، فما أغنى عنهم ذلك{[63153]} شيئا ولا نفعهم ، إذ لم يستعملوه فيما أمروا به مما يقربهم إلى الله عز وجل{[63154]} إذ كانوا يجحدون بآيات الله ، أي : لم ينفعهم ما أعطوا من الجوارح ولا وصلوا بها إلى ما يقربهم إلى{[63155]} الله إذ كانوا يكفرون بآيات الله ورسله{[63156]} .

ثم قال : { وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون } .

أي : وحل بهم{[63157]} عقاب استهزائهم بالرسل ، وهذا كله تهديد ووعيد من الله جل ذكره لقريش وتحذير لهم{[63158]} ، أي : يحل بهم ما حل بعاد . وأن يبادروا{[63159]} بالتوبة قبل النقمة .


[63145]:ع: "لم يمكنا فيه".
[63146]:لم أجد ذلك عند المبرد في المقتضب وراجع: إعراب النحاس 4/170، وتفسير القرطبي 16/208 والتبيان في إعراب القرآن 2/1185، وإملاء ما من به الرحمن 2/123.
[63147]:ساقط من ع.
[63148]:ح: "يعرف".
[63149]:انظر : مشكل إعراب القرآن 668، والبيان في غريب القرآن 2/372، وإملاء ما من به الرحمن 2/123، ومغني اللبيب 35- 38، والبيان في إعراب القرآن 2/1185، وتفسير القرطبي 16/208.
[63150]:ساقط من ح.
[63151]:ساقط من ح.
[63152]:ساقط من ع.
[63153]:ساقط من ع.
[63154]:ساقط من ع.
[63155]:ع : "من".
[63156]:انظر: جامع البيان 26/18.
[63157]:ساقط من ح.
[63158]:ساقط من ع.
[63159]:ع : "يتبادروا": وهو تحريف.