الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{۞وَٱذۡكُرۡ أَخَا عَادٍ إِذۡ أَنذَرَ قَوۡمَهُۥ بِٱلۡأَحۡقَافِ وَقَدۡ خَلَتِ ٱلنُّذُرُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَمِنۡ خَلۡفِهِۦٓ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّا ٱللَّهَ إِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمٖ} (21)

ثم قال : { واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف } [ 20 ] .

أي : واذكر يا محمد لقومك أخا عاد وهود إذ أنذر قومه كما أنذرت أنت قومك .

والأحقاف جمع حقف ، وهو ما ستطال من الرمل ولم يبلغ أن يكون جبلا {[63083]} .

قول المبرد ، " هو رمل مكثتن {[63084]} ليس بالعظيم وفيه أعواج {[63085]} يقال أحقوقف الشيء : إذا اعوج حتى يلتقي {[63086]} طرفاه {[63087]} . كما قال : " سماوة " {[63088]} الهلال حتى احقوقف " {[63089]} .

قال ابن عباس : الأحقاف جبل بالشام {[63090]} ، وقاله {[63091]} الضحاك {[63092]} .

وعن ابن عباس أنها {[63093]} واد بين عمان {[63094]} ومهرة {[63095]} {[63096]} .

وقال ابن {[63097]} إسحاق {[63098]} . كانت الأحقاف ما بين عمان إلى حضر موت واليمن كلها {[63099]} {[63100]} . وقال مجاهد : الأحقاف : الرمل {[63101]} .

وقال قتادة : هي رمال مشرفة على البحر بالشحر {[63102]} ، والشحر ما يقرب من عدن {[63103]} .

وقوله : { وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه ألا تعبدوا إلا الله } .

والنذر جمع نذير ، والنذير الرسول صلى الله عليه وسلم {[63104]} ، وهو بمعنى منذر .

وقيل : النذر هنا اسم المصدر {[63105]} بمعنى الإنذار ، وليس بجمع {[63106]} .

وقال {[63107]} الضحاك : لم يبعث الله عز وجل {[63108]} رسولا إلا بأن يعبد {[63109]} الله وحده {[63110]} .

ثم قال : { إني أخاف عليكم عذاب يوم [ عظيم ] {[63111]} } .

قال لهم هود ألا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم إن عبدتم غير الله {[63112]} سبحانه عذاب يوم {[63113]} عظيم هوله وهو يوم القيامة .


[63083]:انظر: العمدة في غريب القرآن 272، وتفسير الغريب 407، وزاد المسير 7/383، وتفسير القرطبي 16/203، وتفسير الخازن 6/163، ومفردات الراغب 126، والصحاح 4/1346، واللسان 680.
[63084]:ع: "مكتنن".
[63085]:ح: "اعوجاج".
[63086]:ع: "يلتقا" وهو خطأ.
[63087]:انظر: "كتاب: الكامل للمبرد 1/152، وإعراب النحاس 4/168 وروح المعاني 25/24.
[63088]:ح: "سادة": وهو تحريف.
[63089]:انظر: ديوان العجاج 496، ولسان العرب، مادة "سما" 2/212 وهو الشطر الأخير من البيت التالي: ناج طواه الأين مما وجفا *** سماوة الهلال حتى احقوقنا
[63090]:ع: "بجبل الشام".
[63091]:ساقط من ع.
[63092]:الضحاك بن مزاحم البلخي الخراساني، أبو القاسم، مفسر، كان يؤدب الأطفال، له كتاب: في التفسير، وثقه أحمد وابن معين وأبو زرعة، حدث عن أبي سعيد الخدري، توفي بخراسان 105 هـ. انظر: كتاب: المحبر 475، وميزان الاعتدال 2/326، والأعلام 3/215.
[63093]:ساقط من ع.
[63094]:عمان مضمومة الأول مخففة الميم، مدينة معروفة، سميت بعمان بن سنان بن إبراهيم، كان أول من اختطها، وبلاد عمان متصلة بمهرة وهي مجاورة لها من جهة الشمال، وبلاد عمان مستقلة في ذاتها عامرة بأهلها، وهي كثيرة النخل والفواكه والموز والرمان والتين والعنب، وهي بلاد حارة. انظر: الروض المعطار للحميري 412.
[63095]:مهرة من بلاد اليمن، ذكر ابن وهب عن ابن لهيعة أن رجلا من مهرة أتى علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال له: ممن أنت؟ قال: من مهرة، فقال علي رضي الله عنه: {واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف قال ابن لهيعة: قبر هود عليه والسلام بمهرة. انظر: الروض المعطار 561.
[63096]:انظر: "العمدة 273، وتفسير سفيان الثوري 277، وجامع البيان 26/15، وزاد المسير 7/384، وتفسير القرطبي 16/204، وتفسير الخازن 6/1632، وروح المعاني 26/24.
[63097]:ع: "ابن عباس".
[63098]:محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي بالولاء، المدني، من أقدم مؤرخي العرب، من أهل المدينة، له "السيرة النبوية" هذبها ابن هشام وهو من أحسن الناس سياقا للأخبار، رأى أنس بن مالك وحدث عن أبيه وعمه موسى، وفاطمة بنت المنذر والقاسم وعطاء والأعرج وخلق كثير، توفي 151 هـ. انظر: تهذيب التهذيب 9/38، ووفيات الأعيان 4/276، وتذكرة الحفاظ 1/172، وتاريخ بغداد 1/214، 234، وعيون الأثر 1/10، والأعلام 6/28.
[63099]:ساقط من ع.
[63100]:انظر: سفيان الثوري 277، وجامع البيان 26/15، والبحر المحيط 8/64، وروح المعاني 26/24.
[63101]:انظر : جامع البيان 26/16.
[63102]:ع: "بالشدح".
[63103]:انظر : جامع البيان 26/16، وتفسير القرطبي 16/204، وابن كثير 4/161، والدر المنثور 7/449.
[63104]:ساقط من ع.
[63105]:ح: "للمصدر".
[63106]:انظر : مشكل إعراب القرآن 668، وإعراب النحاس 4/168.
[63107]:ساقط من ع.
[63108]:ساقط من ع.
[63109]:ع : "أن يعبدوا".
[63110]:انظر: جامع البيان 26/16، والدر المنثور 7/449.
[63111]:ساقط من ح.
[63112]:ساقط من ع.
[63113]:ساقط من ح.