الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{طَاعَةٞ وَقَوۡلٞ مَّعۡرُوفٞۚ فَإِذَا عَزَمَ ٱلۡأَمۡرُ فَلَوۡ صَدَقُواْ ٱللَّهَ لَكَانَ خَيۡرٗا لَّهُمۡ} (21)

ثم ابتدأ فقال : { طاعة وقول معروف } [ 22 ] .

أي : طاعة وقول معروف أولى بهم ، وأمثل لهم{[63561]} ، / وأجمل بهم ، وفيه معنى الأمر من الله لهم بذلك{[63562]} ، فالوقف على هذا : فالوقف على هذا : { فأولى لهم }{[63563]} وأولى ، عند بعض أهل المعاني : " أفعل " التي للتفضيل كما تقول : هذا{[63564]} أخزى لك وأقبح لوجهك ، وهو عنده مشتق من الويل{[63565]} وفيه قلب{[63566]} ، قلبت اللام في موضع العين لئلا يقع إدغام ، ومعنى { فأولى لهم } أي : وليهم المكروه{[63567]}/ بمعنى أولى لهم المكروه . والعرب تقول لكل من قارب الهلكة ثم أفلت : " أولى لك " أي : كدت تهلك{[63568]} .

وعن ابن عباس : قوله تعالى : { لهم طاعة وقول معروف } ، من قول المؤمنين ، أي : لهم طاعة وقول معروف قبل الأمر بالقتال ، فإذا أمروا نظروا إلى النبي صلى الله عليه وسلم نظر الذي غشي من خوف الموت فيكون الوقف على هذا " فأولى " ثم يبتدئ : { لهم طاعة } أي : يقول المؤمنون للمنافقين لهم طاعة وقول معروف : قبل نزول السورة بالأمر بالجهاد . فإذا نزلت بذلك نظروا إلى النبي صلى الله عليه وسلم{[63569]} نظر من غشي عليه من الموت .

وقيل : هو خبر من الله جل ذكره عن هؤلاء المنافقين أنهم قبل أن تنزل السورة يقولون : سمعا وطاعة ، فإذا نزلت السورة{[63570]} بذلك كرهوه فقال لهم الله طاعة{[63571]} وقول معروف قبل{[63572]} وجوب الفرائض عليكم ، فإذا أنزلت الفرائض شق ذلك عليكم ، وكرهتموه{[63573]} ، فالكلام متصل على هذا القول لا يوقف على ما قبل طاعة ، والوقف على القول الأول : فأولى لهم " وعليه أكثر العلماء وقد ذكرته{[63574]} .

وقوله : { فإذا عزم الأمر }{[63575]} .

أي : فإذا وجب القتال وفرض كرهتموه ، فالجواب{[63576]} محذوف لعلم السامع{[63577]} . وقيل المعنى : فإذا [ جد ]{[63578]} الأمر ، قاله مجاهد{[63579]} ، وعنه : فإذا جاء الأمر بالقتال . وقيل المعنى : فإذا عزم أصحاب الأمر{[63580]} ، يعني : النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه .

ثم قال : { فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم } أي : فلو صدق{[63581]} هؤلاء المنافقون الله وتركوا التعلل والهرب لكان صدقهم الله خيرا لهم .


[63561]:انظر : الكامل للمبرد 2/57.
[63562]:ح: "فذلك".
[63563]:انظر: القطع والائتناف 666، والمكتفى في الوقف والابتداء 524 والمقصد 80.
[63564]:ع : "وهو".
[63565]:انظر : "مادة" "ولي" في الصحاح 6/2430، واللسان 3/986، والتاج 10/400.
[63566]:ساقط من ع.
[63567]:انظر: "تفسير القرطبي" 16/244.
[63568]:انظر: الصحاح 6/2530، والقاموس المحيط 4/401، وتاج العروس 10/400.
[63569]:ساقط من ع.
[63570]:ع: "سورة".
[63571]:ح: "الطاعة": وهو تحريف.
[63572]:ع : "قيل": وهو تحريف.
[63573]:ح : "وكرهتوه": وهو تحريف.
[63574]:ع : "ذكرنا"، وانظر: تأويل مشكل القرآن 325.
[63575]:ع : "فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم".
[63576]:ع : "فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم".
[63577]:ع: "والجواب".
[63578]:انظر : التبيان في إعراب القرآن 2/1163.
[63579]:ع: "أجز" وح: "أوجد": وكلاهما تحريف.
[63580]:انظر: تفسير القرطبي 16/248.
[63581]:ع: "صدقوا": وهو خطأ.