ثم ابتدأ فقال : { طاعة وقول معروف } [ 22 ] .
أي : طاعة وقول معروف أولى بهم ، وأمثل لهم{[63561]} ، / وأجمل بهم ، وفيه معنى الأمر من الله لهم بذلك{[63562]} ، فالوقف على هذا : فالوقف على هذا : { فأولى لهم }{[63563]} وأولى ، عند بعض أهل المعاني : " أفعل " التي للتفضيل كما تقول : هذا{[63564]} أخزى لك وأقبح لوجهك ، وهو عنده مشتق من الويل{[63565]} وفيه قلب{[63566]} ، قلبت اللام في موضع العين لئلا يقع إدغام ، ومعنى { فأولى لهم } أي : وليهم المكروه{[63567]}/ بمعنى أولى لهم المكروه . والعرب تقول لكل من قارب الهلكة ثم أفلت : " أولى لك " أي : كدت تهلك{[63568]} .
وعن ابن عباس : قوله تعالى : { لهم طاعة وقول معروف } ، من قول المؤمنين ، أي : لهم طاعة وقول معروف قبل الأمر بالقتال ، فإذا أمروا نظروا إلى النبي صلى الله عليه وسلم نظر الذي غشي من خوف الموت فيكون الوقف على هذا " فأولى " ثم يبتدئ : { لهم طاعة } أي : يقول المؤمنون للمنافقين لهم طاعة وقول معروف : قبل نزول السورة بالأمر بالجهاد . فإذا نزلت بذلك نظروا إلى النبي صلى الله عليه وسلم{[63569]} نظر من غشي عليه من الموت .
وقيل : هو خبر من الله جل ذكره عن هؤلاء المنافقين أنهم قبل أن تنزل السورة يقولون : سمعا وطاعة ، فإذا نزلت السورة{[63570]} بذلك كرهوه فقال لهم الله طاعة{[63571]} وقول معروف قبل{[63572]} وجوب الفرائض عليكم ، فإذا أنزلت الفرائض شق ذلك عليكم ، وكرهتموه{[63573]} ، فالكلام متصل على هذا القول لا يوقف على ما قبل طاعة ، والوقف على القول الأول : فأولى لهم " وعليه أكثر العلماء وقد ذكرته{[63574]} .
وقوله : { فإذا عزم الأمر }{[63575]} .
أي : فإذا وجب القتال وفرض كرهتموه ، فالجواب{[63576]} محذوف لعلم السامع{[63577]} . وقيل المعنى : فإذا [ جد ]{[63578]} الأمر ، قاله مجاهد{[63579]} ، وعنه : فإذا جاء الأمر بالقتال . وقيل المعنى : فإذا عزم أصحاب الأمر{[63580]} ، يعني : النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
ثم قال : { فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم } أي : فلو صدق{[63581]} هؤلاء المنافقون الله وتركوا التعلل والهرب لكان صدقهم الله خيرا لهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.