قوله : { يوم يجمع الله الرسل }{[18642]} الآية [ 111 ] .
المعنى : ( واحذروا يوم يجمع الله الرسل{[18643]} . ومعنى { ماذا أجبتم } : ماذا أجابتكم{[18644]} أممكن حين دعوتموهم{[18645]} ؟ ، فذهلت عقول الرسل عليهم السلام لهول اليوم ، فقالت : { لا علم لنا إنك }{[18646]} ، فلما سئلوا في موضع{[18647]} آخر{[18648]} ورجعت{[18649]} إليهم عقولهم أجابوا{[18650]} .
وقيل : المعنى : لا علم لنا ، لأنك{[18651]} أعلم به منا{[18652]} . وقال ابن عباس : لا{[18653]} علم لنا إلا علم أنت أعلم به منا{[18654]} . وهو اختيار الطبري ، يدل على ذلك أنهم ردوا العلم إليه ، فقالوا { إنك أنت علام الغيوب{[18655]} } .
وقال مجاهد : تنزع أفئدتهم فلا يعلمون ، ثم ترد إليهم أفئدتهم{[18656]} فيعلمون{[18657]} .
وقيل : معناه : لا علم لنا بما عملته{[18658]} أُمَمُنا بعدَنا ، { إنك{[18659]} أنت علام الغيوب }{[18660]} .
وقال ابن جريج : المعنى : ماذا عملت أمتكم بعدكم ؟ ، فيقولون : لا علم لنا حقيقة ، ( أي لا علم لنا ){[18661]} بما غاب عنا ، إنك أنت علام الغيوب{[18662]} .
وَيشُدُّ{[18663]} هذا التأويل{[18664]} قول النبي عليه السلام : " يَرِد عليَّ قوم الحوض [ فَيُخْتَلَجون ]{[18665]} ، فأقول : أمتي ، فيقال{[18666]} : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك " {[18667]} .
وقد طُعِن في قول ابن جريج ، لأن الله لا يسأل عما{[18668]} غاب عن الأنبياء ولم يُعلمهم به{[18669]} ، وقد قيل : إن الرسل لا يفزعون{[18670]} ، لأنهم لا خوف عليهم ولا هم{[18671]} يحزنون ، والمعنى : ماذا{[18672]} أجبتم في السر والعلانية ، ومعنى مسألة الله الرسل [ عما ]{[18673]} أجيبوا ، إنما هو بمعنى التوبيخ لمن{[18674]} أرسلوا إليهم{[18675]} ، كما قال : { وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت }{[18676]} ، وإنما تُسأل هي على التوبيخ ( لقاتلها ){[18677]} .
وقيل : إنما سألهم الله عن السر والعلانية ، فرَدّوا الأمر إليه ، إذ ليس عندهم إلا علُم الظاهر ، والباطن علمه إلى الله ، لأنه يعلم الغيب ، / وهذا القول أحب الأقوال إليّ ، لأن سؤاله له سؤالاً عاماً يقتضي السؤال عن سر الأمم وعلانيتها{[18678]} ، والسر علمه إلى من يعلم /{[18679]} الغيوب ، ( وهو الله جل ذكره ، فأقروا بأنهم لا علم عندهم منه ، ورَدّوا العلم إلى من يعلم الغيب ){[18680]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.