قوله : ( وَأَنُ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعَ اَهْوَاءَهُمْ )( {[16776]} ) الآية [ 51 ] .
هذا معطوف على ( الحَقِّ )( {[16777]} ) أي : وأنزلنا إليك الكتاب بالحق وبأن احكم بينهم( {[16778]} ) . وهذا –عند جماعة- ناسخ للتخبير الذي تقدم في الحكم بينهم ، أمره الله( {[16779]} ) بالحكم بينهم وأن لا يتبع( {[16780]} ) أهواءهم في الأحكام التي قد أحدثوها في القتيل من بني النضير ومن قريظة ، وفي التحميم( {[16781]} ) الذي جعلوه على المحصن من عند أنفسهم( {[16782]} ) ، حذّره( {[16783]} ) منهم أن يفتنوه عن الحكم الذي أنزل الله فيردوه إلى [ حكمهم ]( {[16784]} ) .
( فَإِن تَوَلَّوْا ) أي : أعرضوا عن الاحتكام إليك والرضا بحكمِك( {[16785]} ) ، فاعلم أن ذلك إنما هو من( {[16786]} ) الله ليعجل لهم عقوبة ذنوبهم السالفة في عاجل الدنيا( {[16787]} ) .
( وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ) يريد به اليهود ، إنهم لتاركون العمل( {[16788]} ) بكتاب الله وخارجون من طاعته : ذكر ابن عباس أن بعض علماء اليهود( {[16789]} ) قالوا : امضوا بنا إلى محمد لعلنا( {[16790]} ) نفتنه عن دينه ، فأتوه ، فقالوا : قد علمت أننا علماء يهود وأشرافها ، وإنا إذا اتَّبعْناك [ اتّبَعَنا ]( {[16791]} ) يهود ، فنؤمن بك كلنا ، وبيننا وبين قوم خصومة ، فنحاكمهم( {[16792]} ) إليك ، فتقضي( {[16793]} ) لنا عليهم ، ونؤمن بك ونصدقك . فأبى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله : ( وَأَنُ احْكُمْ بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعَ اَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمُ أَنْ يَّفْتِنُوكَ ) الآية( {[16794]} ) .
قال ابن زيد : معنى ( أَنْ يَّفْتِنُوكَ ) : أن يقولوا لك كذا( {[16795]} ) وكذا في التوراة بخلاف ما فيها ، قد بين الله له ما في التوراة ، فقال : ( وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ ) الآية( {[16796]} ) ، يعني( {[16797]} ) : كتب( {[16798]} ) ذلك في التوراة( {[16799]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.