قوله : ( سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِن جَاءُوكَ ) الآية [ 44 ] .
السحت : فيه لغتان( {[16145]} ) : إسكان الحاء( {[16146]} ) وضمها( {[16147]} ) .
وروى خارجة( {[16148]} ) عن نافع : " السَّحْت " بفتح السين وإسكان الحاء( {[16149]} ) ، جعله مصدر : " سحته سحتاً " ( {[16150]} ) .
ومعنى الآية : أن الله زاد في وصف من تقدم وصفه من اليهود أنهم ( سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ اخَرِينَ لَمْ يَاتُوكَ ) ، فذكر أيضاً أنهم ( سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ ) على التأكيد . ويجوز أن يكون الأول معناه : أنهم يسمعون " مِن " ( {[16151]} ) قول مَن يقول لهم : " محمد ليس بنبي( {[16152]} ) " ، ويقول لهم : " ليس على المحصن رجم إذا زنى/ " ، ويكون الثاني معناه : أنهم يستمعون( {[16153]} ) إليك ليكذبوا عليك –وقد قيل ذلك في معنى الأول ، وقد ذكرته( {[16154]} )- ثم وصفهم تعالى بأنهم( {[16155]} ) : ( أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ ) وهو الرّشا في الحكم .
قال قتادة والحسن : ( سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ ) هم حكام اليهود ، يسمعون الكذب ويقبلون الرشا( {[16156]} ) .
والسحت –في اللغة- : كل حرام يسحت الطاعات أي : يذهبها ، يقال : سحته( {[16157]} ) : إذا أذهبه قليلاً( {[16158]} ) ، ويقال للحالق( {[16159]} ) : " اِسْحَتْ " أي : استأصل( {[16160]} ) .
وقيل : السحت : الرشا في الأحكام ، وأكل ثمن الخمر ، وأكل ثمن الميتة ، وثمن جلدها الذي لم يُدْبَغ ، وأكل ما نهى النبي عن أكله من كل ذي ناب من السباع ، وكل ذي مخلب من الطير( {[16161]} ) . وأدخل قوم في السحت أكل ( أموال الناس )( {[16162]} ) بالباطل( {[16163]} ) .
وقوله : ( فَإِن جَاءُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُمُ أَوَاَعْرِضْ عَنْهُمْ ) معناه : فإن جاءك( {[16164]} ) قوم المرأة –الذين ذكر أنهم لم يأتوا( {[16165]} ) بَعْدُ- ، فاحكم بينهم إن شئت بالحق ، وإن شئت فأعرض عنهم ، أي : دع الحكم بينهم إن شئت( {[16166]} ) .
وقيل : نزلت في الدية في بني النضير( {[16167]} ) وقريظة ، كانت دية النضيري( {[16168]} ) كاملة( {[16169]} ) ، ودية القرظي( {[16170]} ) نصف دية لشرف [ النضيري ]( {[16171]} ) ، فتحاكموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأمره الله أن يحكم بينهم بالحق ، ثم خيّره في الترك ، قاله ابن عباس( {[16172]} ) .
( و )( {[16173]} ) قال ابن زيد : كان في حكم حيي بن أخطب للنضيري( {[16174]} ) ديتان ، وللقرظي( {[16175]} ) دية ، فلما علمت [ قريظة ]( {[16176]} ) بحكم النبي قالوا : لا نرضى إلا بحكم محمد ، فخيّر الله نبيه صلى الله عليه وسلم في الحكم بينهم( {[16177]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.