{ ذو مرة } أي قوة وشدة في الخلق ، وقيل ذو صحة جسم ، وسلامة من الآفات .
" ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم : لا تحل الصدقة لغني ، ولا لذي مرة سوي " {[1543]} وقيل ذو حصافة عقل ومتانة رأي قال قطرب : العرب تقول لكم من هو جزل الرأي ، حصيف العقل : ذو مرة ، والتفسير للمرة بهذا أولى ، لأن القوة والشدة قد أفادها قوله : شديد القوى ، قال الجوهري : المرة إحدى الطبائع الأربع ، والمرة القوة وشدة العقل ، وقال ابن عباس : ذو خلق حسن ، وقيل منظر حسن ، وقيل : قوة في العقل وحدة ، بحيث لا يدفعه عما يزاوله دافع ، ولا يسأم من شيء يزاوله ، فحصل الفرق بين القوة والمرة ، ومن جملة شدته وقوته قدرته على التشكيل فلذلك قال :
{ فاستوى } أي ارتفع جبريل وعلا إلى مكانه في السماء ، بعد أن علم محمدا صلى الله عليه وسلم ، قاله سعيد بن المسيب ، وسعيد بن جبير ، وقيل : معناه قام في صورته التي خلقه الله عليها ، لأنه كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم في صورة الآدميين ، كما يأتي إلى الأنبياء ، فسأله النبي صلى الله عليه وسلم أن يريه نفسه التي جبله الله عليها ، فأراه نفسه مرتين ، مرة في الأرض ومرة في السماء ، ولم يره أحد من الأنبياء على صورته التي خلق عليها إلا نبينا صلى الله عليه وسلم ، وقيل : المعنى فاستوى القرآن في صدره صلى الله عليه وسلم حين نزل عليه ، أو صدر جبريل حين نزل به ، وقيل : المعنى اعتدل محمد في قوته أو في رسالته ، ذكره الماوردي وقيل : المعنى ارتفع النبي صلى الله عليه وسلم بالمعراج ، وقال الحسن : فاستوى يعني الله عز وجل على العرش ، والأول أولى ، وقيل : المعنى فاستوى جبريل عاليا على صورته ، لم يكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل ذلك رآه عليها حتى سأله إياها على ما ذكرنا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.