ثم قال { يسأله من في السماوات والأرض } [ 27 ] أي : إليه يفزع من في السماوات والأرض في حوائجهم لا غنى لأحد عنه . ثم قال { كل يوم هو في شأن } . قال أهل المعرفة بالله معناه أنه ينفذ ما قدر أن يكون مما سبق في علمه وأثبته في اللوح المحفوظ ، وليس هو إحداث أمر لم يتقدم في علمه بل جرى القلم بها هو كائن إلى يوم القيامة لا يزاد في ذلك ولا ينقص{[66383]} ، لكنه تعالى يثبت ما يشاء ويمحو ما يشاء ، وكل ذلك{[66384]} تقدم علمه به بلا أمد .
وقال قتادة : معناه : يحيي حيا ويميت ميتا ، ويربي{[66385]} صغيرا ، ويفك أسيرا{[66386]} . وقال أبو صالح معناه : يسأله من في السماوات الرحمة ، ومن في الأرض المغفرة والرزق{[66387]} . وقال علي بن سليمان معناه : يسأله من في السماوات والأرض عن شأنه كل يوم هو في شأن .
وقال عبيد بن عمر كل يوم في شأن يجيب{[66388]} داعيا ويعطي سائلا ، ويفك عانيا{[66389]} ويشفي سقيما{[66390]} . وروى ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم : كل يوم هو في شأن " ( أي في شأن ){[66391]} يغفر ذنبا ويكشف كربا ، ويجيب داعيا{[66392]} . وقال قتادة : كل يوم هو في شأن أي : في شأن خلقه وصلاحهم ، وتدبير أمورهم .
قال ابن عباس أن الله جل ذكره لوحا محفوظا ينظر فيه كل يوم ( ثلاث مائة وستين ){[66393]} نظرة ، يعز مع نظرة من يشاء ويذل من يشاء ويغني من يشاء ، ويفقر من يشاء{[66394]} .
وقال أبو سليمان الداراني{[66395]} إنما إنفاذ ما قدر أن يكون في ذلك اليوم ، وليس شيء من أمره تعالى يحدث إلا قد جرى القلم بما هو كائن .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.