ثم قال : { يا أيها الذين آمنوا إذا قيل تفسحوا في المجلس فافسحوا يفسح الله لكم } [ 11 ] أي : إذا قيل لكم توسعوا في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم {[67637]} فتوسعوا يوسع الله عليكم {[67638]} في منازلكم في الجنة {[67639]} .
قال مالك : [ نزلت ] {[67640]} في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم كان {[67641]} كل رجل منهم يسر {[67642]} بقربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم {[67643]} في مجلسه فيمنعه ذلك من التفسح لأخيه . قال مالك وأرى {[67644]} مجالس العلم من ذلك وهي داخلة في الآية .
{ وإذا {[67645]}قيل انشزوا فانشزوا } أي : ارتفعوا وانضموا ، فانضموا {[67646]} يرفع الله الذين آمنوا منكم في درجات {[67647]} وقيل المعنى : وإذا قيل ارتفعوا إلى قتال عدوكم فقوموا {[67648]} إلى ذلك أو لصلاة أو لعمل خير فقوموا {[67649]} ، قاله ابن عباس ومجاهد {[67650]} . وقال {[67651]} الحسن : هذا كله في الغزو . وقال قتادة : معناه : إذا دعيتم إلى خير فأجيبوا {[67652]} . وقال ابن زيد معناه : وإذا قيل [ لكم ] {[67653]} ارتفعوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن لو حوائج فارتفعوا عنه {[67654]} .
يقال نشز : إذا تنحى عن موضع ، وامرأة ناشزة [ أو ] {[67655]} متنحية عن زوجها ، وأصله من النشز {[67656]} ، والنشز هو ما ارتفع من الأرض {[67657]} .
قال قتادة : هو مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم {[67658]} [ كانوا إذا رأوا من جاءهم مقبلا ضيقوا مجلسهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم {[67659]} ] ، فأمرهم الله عز وجل أن يفسح بعضهم [ لبعض ] {[67660]} {[67661]} .
وقال {[67662]} الضحاك : كان هذا للنبي صلى الله عليه وسلم {[67663]} خاصة ومن حوله أمروا أن يتوسعوا حتى يصيب كل رجل منهم مجلسا من النبي صلى الله عليه وسلم {[67664]} {[67665]} .
قال قتادة : كانوا يتنافسون في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم ، فأمروا بالتفسح {[67666]} .
وقال ابن عباس : عني به مجالس القتال إذا اصطفوا {[67667]} للحرب ، وقاله الحسن {[67668]} .
ثم قال : { يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات } [ أي ] : درجات {[67669]} في دينهم إذا فعلوا ما أمروا به . وقيل يرفعهم في الثواب والكرامة {[67670]} . وقيل يرفعهم على غيرهم ممن {[67671]} لا علم عنده في الفضل {[67672]} . وقيل الدرجات هنا للعلماء خاصة {[67673]} . /
قال ابن مسعود : معناه : يرفع الله الذين آمنوا منكم ، ويرفع / الذين أوتوا العلم درجات على الذين آمنوا ولا علم عندهم {[67674]} .
قال مطرف {[67675]} : فضل العلم أحب إلي من فضل العبادة . وخير دينكم الورع {[67676]} .
ثم قال : { والله بما تعملون خبير } أي : ذو خبر بأعمالكم كلها لا يخفى عليه المطيع ربه من العاصي له ، فيجازي كلا بما {[67677]} عمل . /
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.