الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَهُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَخۡرَجۡنَا بِهِۦ نَبَاتَ كُلِّ شَيۡءٖ فَأَخۡرَجۡنَا مِنۡهُ خَضِرٗا نُّخۡرِجُ مِنۡهُ حَبّٗا مُّتَرَاكِبٗا وَمِنَ ٱلنَّخۡلِ مِن طَلۡعِهَا قِنۡوَانٞ دَانِيَةٞ وَجَنَّـٰتٖ مِّنۡ أَعۡنَابٖ وَٱلزَّيۡتُونَ وَٱلرُّمَّانَ مُشۡتَبِهٗا وَغَيۡرَ مُتَشَٰبِهٍۗ ٱنظُرُوٓاْ إِلَىٰ ثَمَرِهِۦٓ إِذَآ أَثۡمَرَ وَيَنۡعِهِۦٓۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكُمۡ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ} (99)

قوله : { وهو الذي أنزل من السماء } الآية [ 100 ] .

قوله : { وجنات } قراءة الجماعة بالنصب والتاء مكسورة{[21012]} ، عطف على { نبات } ، كأنه [ قال ]{[21013]} : وأخرجنا به جنات{[21014]} . وقيل : هو معطوف على { خضرا }{[21015]} .

وقرأ{[21016]} الأعمش بالرفع على الابتداء ، والخبر محذوف تقديره : ولهم جنات{[21017]} .

وقيل : هو معطوف على المعنى ، ( فعطف ){[21018]} على القنوان ، كأنه قال : وثم{[21019]} قنوان وجنات{[21020]} .

وقرأ ابن أبي إسحاق{[21021]} وابن محيصن{[21022]} : { وينعه } بالضم : لغة ، وقرأ محمد بن السَّمَيفَع{[21023]} { وينعه } أي : مدركه{[21024]} .

والمعنى : والله هو الذي أنزل من السماء ( ماء ففعل ){[21025]} به ما ذكر ، وأخرج به ما ذكر{[21026]} .

ومعنى { خضرا } ( أخضر ){[21027]} ، أي : نباتا أخضر ، { نخرج منه } أي : من الخضر ، { حبا متراكبا } وهو السنبل ونخرج{[21028]} من الماء من النخل من طلعها ما قنوانه دانية{[21029]} ، أي : قريبة{[21030]} متهدلة ، يعني{[21031]} قصار النخل التي قد لصقت عُذُوقُها{[21032]} بالأرض ، والقنوان طلعه{[21033]} .

وقوله : { مشتبها وغير متشابه } أي : ( قد ){[21034]} اشتبه في الخلق واختلف في الطعم{[21035]} .

قوله{[21036]} : { وينعه } أي : نضجه{[21037]} . ومن قرأ { يانعه }{[21038]} فمعناه : ناضجه{[21039]} .

وقد قيل : إن { ينعه } – بالفتح – جمع يانع ، كتاجر وتجر . و( قد ){[21040]} قيل : هو مصدر ( يَنِع الثمر يَنْعاً ){[21041]} اذا نضج{[21042]} .

وقرأ محمد بن السَّمَيفَع{[21043]} اليماني ( ويانعه ) ، وقرأه ابن أبي إسحاق ( ويُنْعه ) بالضم ، على معنى : ونُضجه{[21044]} .

{ دانية } وقف إن رفعت{[21045]} ( الجنات ) ، { وينعه } تمام{[21046]} .


[21012]:انظر: تفسير الطبري 11/577، ومعاني الفراء 1/347.
[21013]:ساقطة من أ.
[21014]:انظر: إعراب النحاس 1/569، ومعاني الأخفش 499، وإعراب مكي 264، وإعراب العكبري 525.
[21015]:د: خضر: وهو قول الزجاج في معانيه 2/276، وذكره ابن زنجلة في حجته 264.
[21016]:ب: قال.
[21017]:انظر: سند الطبري إلى الأعمش في تفسيره 11/577، وهي قراءة بن عبد الرحمن والصحيح من قراءة عاصم أيضا في إعراب النحاس 1/569، والقطع 317 حيث فيهما هذا التقدير لرد إنكار أبي عبيد وأبي حاتم والقتيبي للرفع. وقراءة الأعمش في مختصر ابن خالويه 39.
[21018]:عليها علامة تضبيب في (أ) لتستدرك في الهامش هكذا: (صح تقديره) ساقطة نم ب. د: يعطف.
[21019]:الظاهر من الطمس في (أ) أنها كما أثبت. ب: لم.
[21020]:انظر: العطف على المعنى في الكتاب 1/91 وما بعدها و169 وما بعدها، وصوبه الفراء في معانيه 1/347، وذكره النحاس في إعرابه 1/569، وفي القطع 317، 318، وابن خالويه في حجته 146، وابن زنجلة في حجته 264.
[21021]:هو عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي، النحوي المقرئ البصري، أخذ عن ابن يعمر. عنه أبو عمرو وغيره. توفي سنة 117 هـ. انظر: الغاية 1/410، وطبقات ابن خياط 215، ونزهة الألباب 26.
[21022]:د: محصن.
[21023]:الظاهر من الطمس والخرم في (أ) أنها كما أثبت. ب: السمياغ. د: السمياع. وهو أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن اليماني، له اختبار في القراءة اختلف بشأنها. الغاية 2/161، و162.
[21024]:ب: تذكره. د: تدركه. وانظر: إعراب النحاس 1/570 وفيه قول الفراء: (الضم لغة بعض أهل نجد)، وفي مختصر ابن خالويه 39 أن المد قراءة ابن محيصن، والرفع قراءة مجاهد وابن أبي إسحاق.
[21025]:د: ما فعل.
[21026]:انظر: معنى (ما ذكر) في تفسير الطبري 11/573، 574، 577.
[21027]:ساقطة من د. وانظر: معاني الزجاج 2/275، وهو قول الأخفش في إعراب النحاس 1/568.
[21028]:مطموسة في أ. ب د: يخرج. ولعل الصواب ما أثبته.
[21029]:(ومن النخل قنوانه دانية) معاني الفراء 1/348.
[21030]:ب: قرينه.
[21031]:ب د: يعني به.
[21032]:ب: عروقها.
[21033]:انظر: تفسير الطبري 11/573 وما بعدها.
[21034]:ساقطة من ب د.
[21035]:انظر: تفسير الطبري 11/578.
[21036]:ب د: وقوله.
[21037]:ب: نطحه. وهو قول ابن عباس وقتادة والسدي والضحاك في تفسير الطبري 13/581، و582.
[21038]:ب: بالغه.
[21039]:ب: ناصحة، وفي معاني الفراء 1/348، وتفسير الطبري 11/580 (ناضجه وبالغه).
[21040]:ساقط من ب د.
[21041]:ب: ينيعا.
[21042]:ب: نصح وانظر: تفسير الطبري 11/580 حيث عزاه إلى (بعض أهل الكوفة). و(الينع: النضج) في معاني الزجاج 2/276.
[21043]:الظاهر من الطمس في (أ) أنها كما أثبت. ب: السميوغ. د: السميوع.
[21044]:انظر: معاني الفراء 1/348 ولم يذكر من قرأ بها، وقد سبق التعليق على القراءتين في أوائل تفسير الآية التي نحن في رحابها.
[21045]:ب: رقعت.
[21046]:انظر: القطع 316 وما بعدها.