الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{الٓمٓصٓ} (1)

مقدمة السورة:

بسم الله الرحمن الرحيم{[1]}

سورة الأعراف مكية{[2]}

قوله{[22853]} : { المص }{[22854]}[ 1 ] .

قال الكسائي{[22855]} المعنى : هذا كتاب أنزل إليك{[22856]} .

وقال الفراء{[22857]} المعنى : الألف واللام والميم والصاد ، كتاب{[22858]} .

ويلزم الفراء أن يكون بعد هذه الحروف-أبدا- كتاب وليس الأمر كذلك ، ويلزمه ألا تكرر{[22859]} .

وقال ابن عباس معناه : أنا الله الملك الصادق{[22860]} .

وعنه معناه : أنا الله أفصل{[22861]} .

وروي عنه : أنه اسم من أسماء الله ، أقسم ربنا به{[22862]} .

وعن قتادة{[22863]} : هو اسم من أسماء القرآن{[22864]} .


[1]:أ: إذ.
[2]:حكاه في المحرر 16/262.
[22853]:في ج: قوله تعالى.
[22854]:اختلف المفسرون في تأويل الحروف المقطعة التي في أوائل بعض السور القرآنية-هي تسع وعشرون سورة، أولها البقرة، وآخرها القلم-اختلافا كبيرا، فمنهم من أعرض عن تفسيرها؛ لأنها من المتشابه الذي استأثر الله بعلمه، ومنهم من فسرها؛ لأن الغرض من الخطاب الإفهام. ومرد هذا الاختلاف يرجع-في نظرنا- إلى الأصول المعتمدة لدى كل مفسر. انظر: تأويل مشكل القرآن: 299 وما بعدها، وله رأي معتبر في المتشابه مطلقا:86، وجامع البيان 1/118 وما بعدها، والمحرر الوجيز 1/82، وتفسير القرطبي 1/108، والبحر المحيط 1/156، وتفسير ابن كثير 1/35، والإتقان3/21، وفتح القدير 1/32، والحاكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن 241.
[22855]:هو: علي بن حمزة الكسائي، الكوفي، المقرئ النحوي، أحد القراء السبعة، توفي سنة189هـ انظر: معرفة القراء الكبار 1/120، وطبقات الزبيدي 127، معجم حفاظ القرآن: 1/442.
[22856]:إعراب القرآن للنحاس 2/113، وتفسير القرطبي: 7/104، وفتح القدير2/187. وذكر غير منسوب في معاني القرآن للزجاج 2/314، والبيان في غريب القرآن 1/353، والتبيان في إعراب القرآن 1/555.
[22857]:هو يحيى بن زياد الفراء، الكوفي، إمام في النحو اللغة وفنون الأدب. توفي سنة207هـ. انظر: طبقات الزبيدي 131، ووفيات الأعيان6/176، وطبقات الداوودي 2/367.
[22858]:معاني القرآن 1/368، بلفظ: "...، الألف واللام والميم والصاد من حروف المقطع، كتاب أنزل إليك مجموعا"، وساقه النحاس باللفظ نفسه في إعراب القرآن 2/113. وورد بصيغ مهذبة متقاربة في المحرر الوجيز 2/372؛ وزاد المسير3/165 وذكر دون عزو في: البيان في غريب إعراب القرآن/353.
[22859]:في ج: ألا يكرر، بياء مثناة تحتية. ورد مكي هاهنا هو خلاصة رد الزجاج، على الفراء. انظر: معاني القرآن للزجاج 2/313، وإعراب القرآن للنحاس 2/113. وتعقب ابن عطية في المحرر الوجيز 2/372، هذا الرد بقوله: "ورد الزجاج على هذا القول-يقصد قول الفراء في المتن أعلاه- بما لا طائل فيه".
[22860]:تفسير المشكل 170، والبحر المحيط 4/267، والدر المنثور3/413، والإتقان 3/22، وفتح القدير 2/189، بدون كلمة: الملك.
[22861]:في الأصل: "أفضل" بضاد معجمة، وهو تصحيف، وتصويبه من ج، ففيها: "أفصل" بصاد مهملة عليها خط أفقي دلالة على إهمالها، انظر: جامع البيان 12/293، والأثر مخرج فيه بسندين مختلفين، والمدخل لعلم تفسير كتاب الله للحدادي 118، وتفسير الخازن 2/71 والبرهان 1/174 والدر المنثور 2/412، والإتقان 3/21، وفتح القدير 2/189. وورد بلفظ: "أنا الله أعلم وأفصل" بصاد مهملة في: العمدة في غريب القرآن 133، وزاد المسير 3/164، والبحر المحيط 4/266، وفيه: "وزادوا هنا لأجل "الصاد" أن معناه: "أنا الله أعلم وأفصل". وورد مصحفا كما في الأصل، في تفسير الماوردي 2/198، والأسماء والصفات للبيهقي 1/165.
[22862]:ورد هذا الأثر بعبارات تقارب عبارة المؤلف في: صحيفة علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: 222، وجامع البيان 12/294، وزاد المسير 3/165، تفسير الخازن 2/71، وفتح القدير 2/189.
[22863]:هو: قتادة بن دعامة السدوسي، البصري، الأكمه المفسر، تابعي ثقة ثبت. توفي سنة 117هـ. انظر: وفيات الأعيان 4/85، وغاية النهاية 2/25، وطبقات الداوودي2/47.
[22864]:جامع البيان 12/294، وتفسير الماوردي 2/198، وزاد المسير3/165.