قوله : { قل هو القادر على أن يبعث{[20247]} } الآية [ 66 ] .
( { شيعا } : نصب على الحال ، أو المصدر ){[20248]} . والمعنى : قل لهم يا محمد : الله القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم ، أو من تحت أرجلكم{[20249]} ، جزاء لشرككم به بعد إذ ( نجاكم مما ){[20250]} أنتم فيه{[20251]} .
والعذاب الذي ( هو ){[20252]} من فوقهم : هو{[20253]} الرجم ، والذي من تحت أرجلهم : الخسف{[20254]} ، قاله ابن جبير ومجاهد والسدي{[20255]} .
وقال الفراء { من فوقكم }{[20256]} : المطر والحجارة والطوفان ، و{ أرجلكم من تحت{[20257]} } : الخسف{[20258]} .
وقال ابن عباس : العذاب الذي ( هو ){[20259]} من فوق : أئمة السوء ، والذي من أسفل : خدمة السوء وسفلة الناس{[20260]} .
وقال الضحاك : { من فوقكم } : من كباركم ، { أو من تحت أرجلكم } : من سفلتكم{[20261]} .
( و ) قوله : { أو يلبسكم شيعا }{[20262]} ( أي ){[20263]} يخلطكم{[20264]} ( فرقا{[20265]} ، من ( لَبَست عليه الأمر ) : أخلطته{[20266]} فمعناه : يخلطكم{[20267]} ){[20268]} أهواء مختلفة مفترقة{[20269]} .
وقال الفراء : { يلبسكم شيعا } أي : ذوي أهواء مختلفة{[20270]} .
وقرأ{[20271]} المدني{[20272]} { يلبسكم } بضم الياء ، من ( ألبس ){[20273]} .
وقوله : { ويذيق بعضكم بأس بعض } أصل{[20274]} هذا من ( ذوق الطعام ) ، ثم استعمل في كل ما وصل إلى الرجل من حلاوة أو مرارة أو مكروه{[20275]} .
( قال ( ابن عباس ){[20276]} : يعني بالسيوف{[20277]} . و ){[20278]} قال ابن عباس : ( يسل{[20279]}ط ( بعضكم ){[20280]} على بعض بالقتل ){[20281]} .
وقد قيل : إنه عني{[20282]} بهذا المسلمون من أمة محمد{[20283]} .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إني سألت الله في صلاتي هذه ثلاثا{[20284]} " – وأشار إلى صلاة صبح{[20285]} كان قد أبطأ فيها – قال : " سألته ألا يُسَلّط على أمتي{[20286]} السّنة{[20287]} ، فأعطانيه{[20288]} ، وسألته ألا يلبسهم شيعا ، وألا يُذيق بعضَهم{[20289]} بأس بعض ، فمنعنيهما{[20290]} " .
وروى جابر أن النبي عليه السلام قال : – لما نزل عليه { قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم } - : " أعوذ بوجهك " . فلما نزل { أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض } ، قال : " هاتان أيْسَرُ وأهون{[20291]} " .
قال الحسن قوله : { أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم } : هذا للمشركين { أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض } : هذا للمسلمين{[20292]} .
ثم قال : انظر يا محمد { كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون } ، أي يفقهون ما يقال لهم{[20293]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.