الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَذَرِ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَهُمۡ لَعِبٗا وَلَهۡوٗا وَغَرَّتۡهُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَاۚ وَذَكِّرۡ بِهِۦٓ أَن تُبۡسَلَ نَفۡسُۢ بِمَا كَسَبَتۡ لَيۡسَ لَهَا مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّٞ وَلَا شَفِيعٞ وَإِن تَعۡدِلۡ كُلَّ عَدۡلٖ لَّا يُؤۡخَذۡ مِنۡهَآۗ أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ أُبۡسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْۖ لَهُمۡ شَرَابٞ مِّنۡ حَمِيمٖ وَعَذَابٌ أَلِيمُۢ بِمَا كَانُواْ يَكۡفُرُونَ} (70)

قوله : { وذر {[20345]} الذين اتخذوا دينهم } الآية [ 70 ] .

المعنى : أنه أمر من الله لنبيه أن يترك {[20346]} هؤلاء الذين هذه صفتهم ، ثم نسخ ذلك بآية {[20347]} السيف {[20348]} .

( و ) {[20349]} قوله : { وذكر به } أي : ذكر بالقرآن ( كراهة ) {[20350]} { أن تبسل نفس بما كسبت } {[20351]} أي : تسلم {[20352]} ( بعملها ، غير قادرة على التخلص {[20353]} .

( وقال الزجاج ) {[20354]} : ( والمُسْتَبْسِل : المُسْتَسْلِم الذي يعلم أنه لا يقدر على التخلص ) {[20355]} {[20356]} .

وقال الفراء : ترتهن {[20357]} . وقيل : تُحبس {[20358]} . وقيل : تفضح ، ( قاله ) {[20359]} ابن عباس {[20360]} . وقيل : تجزى {[20361]} ، وهو قول الحسن ، وبه قال الأخفش والكسائي {[20362]} .

وأصل الإبسال : التحريم ، يقال ( أبْسَلْت المكان ) {[20363]} : حرَّمته {[20364]} .

فالمعنى : ذكِّر بالقرآن من قبل / {[20365]} أن تُسلم {[20366]} نفس بذنوبها ، { ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع } يخلصها {[20367]} .

فالهاء في ( به ) للقرآن {[20368]} . وقيل : على التذكر {[20369]} . وقيل : على الدين ، أي : ذكر {[20370]} بدينك {[20371]} .

ثم قال : { وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها } أي : تفد {[20372]} كل فداء {[20373]} لا يقبل منها ، قال قتادة والسدي : لو جاءت بملء {[20374]} الأرض ذهبا ما قُبِل {[20375]} منها {[20376]} .

{ أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا } أي : ارتهنوا {[20377]} بذنوبهم وأسلموا لها ، ( لهم شراب من حميم ) أي : في جهنم ، { وعذاب أليم } بما اكتسبوا من الأوزار في الدنيا {[20378]} .

قال ابن عباس : { أبسلوا } فضحوا {[20379]} . وقال ابن زيد : أُخذوا {[20380]} .


[20345]:ج: ذروا.
[20346]:ج د: يتركوا.
[20347]:ج د: بآيات.
[20348]:وهي قوله تعالى {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم} [التوبة آية 5]. وهو قول قتادة في كتاب ناسخه 42، وفي تفسير الطبري 11/442، وفي ناسخ مكي الذي قال: (ولكن أكثر الناس على أنه غير منسوخ)، وكذا في ناسخ ابن العربي 2/212، والقول بالنسخ: في ناسخ ابن حزم 37، وناسخ ابن سلامة 86 بقوله تعالى: {قاتلوا الذين لا يومنون بالله} التوبة 29. وفي نواسخ القرآن 155، قولان: قول قتادة هذا والسدي، ثم قول مجاهد بالإحكام (وهو الصحيح). وانظر: أيضا المصفى 32، وناسخ القرآن 33.
[20349]:ساقطة من ب ج د.
[20350]:أ: كراهية.
[20351]:انظر: تفسير الطبري 11/442، وإعراب النحاس 1/555.
[20352]:هو قول عكرمة والحسن ومجاهد في تفسير الطبري 11/443، وابن قتيبة في غريبه 155.
[20353]:انظر: معاني الزجاج 2/261، واللسان: بسل.
[20354]:ساقطة من ج د.
[20355]:معانيه 2/261، وانظر: اللسان: بسل.
[20356]:ساقطة من أ.
[20357]:انظر: معانيه 1/339.
[20358]:هو قول قتادة وابن زيد في تفسير الطبري 11/443، 444، وعزاه في اللسان: (بسل) إلى قتادة وابن الأعرابي.
[20359]:أ: قالها.
[20360]:انظر: تفسير الطبري 11/444، وهو قول مجاهد في اللسان: بسل.
[20361]:ج د: تخزى. وهو قول الكلبي في تفسير الطبري 11/444، وفي تفسير ابن كثير 2/149، وزاد في المحرر 6/76 أنه قول ابن زيد، ثم قال: (وهذه كلها متقاربة بالمعنى)، وكذا في تفسير ابن كثير المذكور. وانظر: كذلك اللسان: بسل.
[20362]:انظر: المحرر 6/75، وفي التفسير الكبير 13/28 وجوب عود الضمير إليه، لأنه أقرب مذكور.
[20363]:ج: المقام.
[20364]:ج: أحرمته. وانظر: تفسير الطبري 11/444، واللسان: بسل.
[20365]:بعضها مطموس مع بعض الخرم.
[20366]:د: تبسل.
[20367]:انظر: تفسير الطبري 11/446.
[20368]:هو في المحرر 6/75 بلفظ (وقيل)، وانظر: أحكام القرطبي 7/16، وهو الأولى في تفسير البحر 4/155.
[20369]:ب ج د: التذكير.
[20370]:ج: ذكرهم.
[20371]:انظر: المحرر 6/75، وفي التفسير الكبير 13/28 وجوب عود الضمير إليه لأنه أقرب مذكور. وانظر: قول الأخفش في تفسير البحر 4/155.
[20372]:ب: نفد.
[20373]:ب: فد.
[20374]:ج د: بمثل.
[20375]:د: يقبل.
[20376]:انظر: تفسير الطبري 11/447.
[20377]:ب: اوتهنوا.
[20378]:انظر: تفسير الطبري 11/448، 449.
[20379]:ج: افضحوا. وانظر: تفسير الطبري 11/449.
[20380]:انظر: تفسير الطبري 11/449.