الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِن يَكَادُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَيُزۡلِقُونَكَ بِأَبۡصَٰرِهِمۡ لَمَّا سَمِعُواْ ٱلذِّكۡرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُۥ لَمَجۡنُونٞ} (51)

- قوله تعالى : ( وإن يكاد الذين كفروا {[69875]} . . . )[ 51 ] إلى آخر السورة[ 51-52 ] .

قال الفراء : هذا {[69876]} من إصابة العين . والتقدير : وإن يكاد الذين كفروا مما عاينوك يا محمد بأبصارهم ليأخذونك بالعين فيرمونك {[69877]} ويصرعونك كما ينصرع الذي يزلق في الطين ونحوه ، لأنهم كانوا يقولون : ما رأينا[ مثل ] {[69878]} حججه و لا مثله {[69879]} .

وقيل : المعنى أنهم كانوا من شدة نظرهم إليه [ وتغيظهم ] {[69880]} عليه أن يزلقوه من مكانه {[69881]} .

يقال : أزْلَقَ الحَجّام الشعر وزَلَقَه : إذا حَلَقَه {[69882]} .

- ثم قال تعالى : ( ويقولون إنه لمجنون )[ 51 ] .

أي : ويقول الكفار {[69883]} : إن محمدا لمجنون {[69884]} .

قال ابن عباس : ليزلقونك بأبصارهم : أي ينفدونك من شدة نظرهم ، من قولهم : زلق السهم وزهق إذا نفذ {[69885]} .

وقال ابن مسعود : ليزلقونك : ليزهقونك {[69886]} .

وقال مجاهد : " لينفذونك بأبصارهم " {[69887]} .

وقال قتادة : ليصدونك {[69888]} .

- وقوله : ( لما سمعوا الذكر {[69889]} . . . )[ 51 ] .

أي : لما سمعوا كتاب الله يتلى {[69890]} .


[69875]:- تمام العبارة( ...ليزلقونك بأبصارهم...)[51].
[69876]:- أ: بهذا.
[69877]:- أ: يبرمونك.
[69878]:- ساقط من م.
[69879]:- معاني الفراء 3/179, وهو عند مكي بمعناه.
[69880]:-م: ويغيظهم.
[69881]:- هو قول الطبري في جامع البيان29/45, وانظر: الغريب لابن قتيبة 472, ومعاني الزجاج 5/212.
[69882]:- معاني الفراء 3/179 وغريب السجستاني, ص: 151, وجامع البيان29/47, وإعراب النحاس 5/18, والكشاف 4/147, وزاد المسير 8/343, وحكاه عن الزجاج, واللسانزلق, قال:" زلق رأسه يزلقه زلقا: حلقه وهو من ذلك, وكذلك أزلقه وزلقه تزليقا, ثلاث لغات" وفي هذه المصادر جميعا ذكر الرأس لا الشعر!!
[69883]:-أ: الكافرون.
[69884]:- قوله :" ثم قال تعالى:( ويقولون إنه لمجنون) أي: ويقول الكفار إن محمدا لمجنون" الأنسب أن يكون بعد قوله فيما يأتي:"وقوله:( لما سمعوا الذكر) أي: لما سمعوا كتاب الله يتلى".
[69885]:- جامع البيان 29/43.
[69886]:-أخرجه الطبري في جامع البيان 29/46 عن ابن مسعود على أنها قراءة. وحكاها ابن خالويه في المختصر160 عنه وعن ابن عباس, وذكر ابن عطية في المحرر 16/90-91 أنها كذلك في مصحف ابن مسعود. واعتبرها القرطبي في تفسيره 18/255 قراءة على التفسير وحكاها عن الأعمش وأبي وائل ومجاهد. وقد أخرج الطبري في جامع البيان 29/46 معناها تفسيرا عن ابن عباس وقتادة.
[69887]:- انظر جامع البيان 29/46, وأخرجه أيضا عن قتادة والضحاك.
[69888]:- الذي في جامع البيان عن قتادة: يحكى عن الكلبي قال:"ليصرعونك" وفي تفسير الماوردي 4/289 عن قتادة " ليرمونك".
[69889]:- هذه العبارة القرآنية هنا مؤخرة عن سياقها كما هو في المصحف, وهو هكذا ( لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون وما هو إلا ذكر للعالمين)[52].
[69890]:-جامع البيان 29/47.