قوله : { قل أمر ربي بالقسط }[ 29 ] الآية .
المعنى : قل ، يا محمد لهم{[23403]} : { أمر ربي بالقسط } ، أي : بالعدل{[23404]} .
{ وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد }[ 29 ] .
أي : وجهوا وجوهكم عند كل مسجد إلى الكعبة ، وحيثما صليتم إليها{[23405]} .
وقيل معناه : اجعلوا سجودكم لله{[23406]} ( عز وجل ){[23407]} .
وقيل المعنى : إذا أدركتك الصلاة وأنت عند مسجد ، فصل فيه ، ولا تقل : أؤخر حتى آتي مسجد قومي{[23408]} .
وهذا عطف محمول على المعنى ؛ لأن معنى { أمر ربي بالقسط } ، : يقول لكم [ ربي ]{[23409]} أقسطوا وأقيموا وجوهكم ، [ فعطف أقيموا وجوهكم ]{[23410]} ، على أقسطوا ، الذي في المعنى لا في اللفظ{[23411]} .
{ وادعوه مخلصين له الدين }[ 29 ] .
أي : الطاعة{[23412]} .
ثم قال تعالى : { كما بدأكم{[23413]} تعودون }[ 29 ] .
هذا احتجاج عليهم إذ{[23414]} أنكروا قوله : { فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون }[ 25 ] ، وهو متصل به{[23415]} ومعناه : ليس بعثكم أشد من ابتدائكم{[23416]} .
ومعنى : { كما بدأكم تعودون } ، أي : كما بدأكم أشقياء وسعداء ، كذلك تبعثون يوم القيامة{[23417]} ، كما قال : { [ هو الذي ]{[23418]} خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن{[23419]} }
وقال بعده : { فريقا هدى وفريقا حق{[23403]} عليهم الضلالة }[ 30 ]{[23404]} ، هو قول مجاهد{[23405]} .
قال{[23406]} : من بدأه سعيدا بعثه يوم القيامة سعيدا{[23407]} ، ومن بدأه شقيا بعثه يوم / القيامة شقيا{[23408]} .
وعن مجاهد أيضا أنه قال : كما خلقكم تكونون كفارا ومؤمنين{[23409]} .
وعن ابن عباس نحوه{[23410]} .
فلا تقف{[23411]} على هذا القول إلا على : { الضلالة{[23412]} } ، لا تقف على : { تعودون } ؛ لأن { فريقا } ، { وفريقا } حالان{[23413]} .
وقيل : المعنى : كما خلقكم ، ولم تكونوا شيئا ، كذلك تعودون بعد الفناء{[23414]} ، أي : كما خلقكم ، كذلك يبعثكم بعد موتكم ، وهو قول الحسن وقتادة{[23415]} . فتقف على هذا على { تعودون{[23416]} } .
ثم قال : { إنهم{[23417]} اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون }[ 30 ] ، أي : على هدى{[23418]} .
وقال الأخفش وأبو حاتم{[23419]} : { كما بدأكم } تمام{[18]} .
وقيل { تعودون } التمام{[19]} .
ومن قال معنى الآية : كما خلقكم أشقياء وسعداء{[20]} { تعودون } ، لم يقف إلا على : { الضلالة } ، وهو قول الكسائي{[21]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.