الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ثُمَّ إِنَّ عَلَيۡنَا بَيَانَهُۥ} (19)

- وقوله : ( ثم إن علينا بيانه )

أي : علينا بيان ما فيه من حلال وحرام [ وأحكام ] {[71940]} فأعلم {[71941]} الله- جل ذكره- أنه المتولي لحفظ كتابه علينا ، ولم [ يكل ] {[71942]} ذلك إلينا ، فسلم من التغيير . [ ولو وكله ] {[71943]} ( إلينا ) {[71944]} لم نأمن {[71945]} أن يغيره ويبدله {[71946]} زنادقة هذه الأمة ، فالحمد لله على ذلك ، وقد وكل الله حفظ التوراة والإنجيل إلى اليهود والنصارى فغيروا وبدلوا . وقد سئل سفيان بن عيينة فقيل له : كيف غيرت التوراة والإنجيل وهما من ند الله ؟ ! فقال : إن الله جل ثناءه وكل حفظهما إليهما ، فقال جل ذكره : ( بما استحفظوا من كتاب الله ) {[71947]} ، ولم [ يكل ] {[71948]} حفظ القرآن إلى أحد ، فقال جل ذكره : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) {[71949]} ، فما حفظه الله علينا لم يغير {[71950]} . وقيل : معنى {[71951]} قوله : ( ثم إن علينا بيانه ) أي [ أن ] {[71952]} نبينه بلسانك {[71953]} .


[71940]:- ساقط من م وانظر جامع البيان 29/190 وتفسير الماوردي 4/361.
[71941]:- أ، ث: فأعلمنا.
[71942]:- م: يوكل، ث: يكن.
[71943]:- م: وقوم كله.
[71944]:- ساقط من أ.
[71945]:- أ: لم تأمن.
[71946]:- ث: تغيره وتبدله.
[71947]:- المائدة 44.
[71948]:- م: يوكل.
[71949]:- الحجر 9.
[71950]:- انظر قول سفيان في إعراب النحاس 5/83.
[71951]:- ث: معناه.
[71952]:- ساقط من ث.
[71953]:- هو قول ابن عباس في جامع البيان 29/191 والدر 8/348.