الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{بَلِ ٱلۡإِنسَٰنُ عَلَىٰ نَفۡسِهِۦ بَصِيرَةٞ} (14)

- ثم قال تعالى : ( بل الانسان على نفسه بصيرة ) .

أي : هو شاهد على نفسه . قال ابن عباس : يشهد عليه سمعه وبصره ويداه ورجلاه وجوارحه " {[71884]}, فيكون ( الانسان ) ابتداء, و ( بصيرة ) ابتداء ثان, و ( على نفسه ) خبر, والجملة خبر [ عن {[71885]} ] الإنسان {[71886]} . وقال ابن جبير وقتادة : معناه : أن الإنسان عارف بعيبه’ فهو عارف بعيب غيره, متغافل عن عيبه {[71887]}فيكون ( الإنسان ) على هذا التأويل ابتداء, و ( بصيرة ) خبره {[71888]} . ودخلت الهاء في " بصيرة " للمبالغة {[71889]} . وقيل : دخلت حملا على المعنى, [ لأن {[71890]} ] المعنى : بل الإنسان {[71891]} حجة على نفسه {[71892]} . وقيل : معنى ( بل الإنسان على نفسه بصيرة ) {[71893]} : يعني الكاتبين يكتبان {[71894]} خيره وشره . ودل على ذلك قوله : ( ولو القى معاذيره ) , أي : ولو سدل {[71895]} ستوره ليخفي صنعه {[71896]} لم ينفعه شيء {[71897]} .


[71884]:- جامع البيان 29/184-85.
[71885]:- م: على.
[71886]:- انظر إعراب النحاس 5/82.
[71887]:- انظر جامع البيان 29/185 عن قتادة من رواية ابن جبير، ولم أجده عن ابن جبير.
[71888]:- انظر إعراب النحاس 5/82..
[71889]:- ذكره أبو عبيدة في مجازه 2/277 وهو قول بعض نحويي البصرة في جامع البيان 29/185 وانظر جمل الخليل: 268-69 وإعراب النحاس 5/82.
[71890]:- م: بأن.
[71891]:- ث: للانسان.
[71892]:- هو قول الأخفش في معانيه 2/721 وقول بعض نحويي البصرة في جامع البيان 29/185 وانظر إعراب النحاس 5/82 وابن الأنباري 2/497.
[71893]:- أ: وقيل: المعنى بل على الإنسان بصيرة.
[71894]:- ث: بكتاب (تحريف).
[71895]:- أ: اسدل. ويقال: "سدل الشعر والثوب والستر يسدله ويسدله سدلا وأسد له: أرخاه وأرسله" اللسان (سدل).
[71896]:- أ، ث: صنيعه.
[71897]:- هو قول الضحاك والسدي في تفسير القرطبي 19/100.