الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَلَمۡ يَعۡلَمُوٓاْ أَنَّهُۥ مَن يُحَادِدِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَأَنَّ لَهُۥ نَارَ جَهَنَّمَ خَٰلِدٗا فِيهَاۚ ذَٰلِكَ ٱلۡخِزۡيُ ٱلۡعَظِيمُ} (63)

قوله : { ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله } إلى قوله : { تحذرون }{[29156]}[ 63 ، 64 ] .

قوله : { فأن له }[ 63 ] .

" أن " بدل من الأولى عند الخليل وسيبويه{[29157]} .

وقال المبرد والجرمي{[29158]} : " أن " الثانية مكررة للتوكيد{[29159]} .

وقال الأخفش{[29160]} : " أن " في موضع رفع بالابتداء ، والمعنى : فوجوب النار{[29161]} له .

وأنكر ذلك أبو العباس ؛ لأن{[29162]} " أن " المشددة المفتوحة لا يبتدأ بها ، ويضمر الخبر{[29163]} .

وقال علي بن سليمان : " أن " في موضع رفع على إضمار مبتدأ ، والمعنى{[29164]} : فالواجب أن له النار{[29165]} .

وكلهم أجاز كسر{[29166]} " أن " ، واستحسنه سيبويه{[29167]} .

ومعنى الآية : ألا يعلم هؤلاء المنافقون { أنه من يحادد الله } ، أي : يجانبه ويعاديه وحقيقته : أنه يقال{[29168]} : حادّ فلان فلانا ، أي : صار في حد غيره حده{[29169]} ، { فأن له نار جهنم خالدا ( فيها ) }{[29170]} ، أي : لابثا أبدا ، { ذلك الخزي العظيم }[ 63 ] ، أي : الهوان{[29171]} والذل .


[29156]:في الأصل: يحذرون: وهو تصحيف.
[29157]:انظر: الكتاب 3/132 هذا باب تكون فيه "أن" بدلا من شيء ليس بالآخر. وهو منسوب في إعراب القرآن للنحاس 2/224، وتفسير القرطبي 8/124، وينظر: المحرر الوجيز 3/54، والبحر المحيط 5/66. وقال في مشكل إعراب القرآن 1/322، "....مذهب سيبويه: أن "أنّ" مبدلة من الأولى في موضع نصب بـ: {يعلموا}.
[29158]:هو: صالح بن إسحاق، أبو عمر الجرمي البصري، حدث عنه المبرد، وانتهى إليه علم النحو في زمانه، توفي سنة 225هـ انظر: بغية الوعاة 2/8، 9.
[29159]:المقتضب 2/356، وفيه: "التقدير، والله أعلم، فله نار جهنم، وردت "أن" توكيدا". قال في مشكل إعراب القرآن 1/332، 333، و"قال الجرمي والمبرد: هي مؤكدة للأولى في موضع نصب، و"الفاء" زائدة على هذين القولين، ويلزم في القولين جواز البدل والتأكيد قبل تمام المبدل منه، وقبل تمام المؤكد، فالقولان عند أهل النظر ناقصان؛ لأن "أن" من قوله {ألم يعلموا أنه} لم يتم قبل "الفاء" فكيف تبدل منها أو تؤكد قبل تمامها، وتمامها هو الشرط وجوابه؛ لأن الشرط وجوابه خبر "أن" ولا يتم إلا بتمام خبرها" انظر: المحرر الوجيز 3/54، والتبيان 2/649، وتفسير القرطبي 8/124، والبحر المحيط 5/66، والدر المصون 3/479.
[29160]:انظر: معاني القرآن 1/361.
[29161]:في "ر": النازلة وهو تصحيف لا معنى له. قال في مشكل إعراب القرآن 1/333، "وقال الأخفش: هي موضع رفع، لأن "الفاء" قطعت ما قبلها مما بعدها، تقديره: فوجوب النار له". انظر: المحرر الوجيز 3/54، وتفسير القرطبي 8/124، والبحر المحيط 5/66، والدر المصون 3/480.
[29162]:في الأصل: لا أن، وهو سهو ناسخ. وفي "ر": الشدة، وهو سهو ناسخ.
[29163]:المقتضب 2/357.
[29164]:في مشكل الإعراب "تقديره".
[29165]:مشكل إعراب القرآن 1/333، وزاد "فـ"الفاء" في هذين القولين جواب الشرط والجملة خبر "أن"، وإعراب القرآن للنحاس 2/225، وتفسير القرطبي 8/124.
[29166]:وهي قراءة ابن أبي عبلة، حكاها عنه أبو عمرو الداني، وقراءة محبوب عن الحسن، ورواية أبي عبيدة عن أبي عمرو، ووجهه في العربية قوي؛ لأن "الفاء" تقتضي الاستئناف، والكسر مختار، لأنه لا يحتاج إلى إضمار بخلاف الفتح كما جاء في البحر المحيط 5/66.
[29167]:الكتاب 3/133. ينظر جامع البيان 14/330، 331.
[29168]:في الأصل: يقول، وهو تحريف.
[29169]:انظر: معاني القرآن وإعرابه للزجاج 2/458.
[29170]:ما بين الهلالين ساقط من "ر".
[29171]:انظر: جامع البيان 14/330.