الآية1 3 : قوله تعالى : { القارعة } { ما القارعة } { وما أدراك ما القارعة }{[23994]} قال : القارعة عندهم ، هي الداهية الشديدة من الأمور ، وهي في هذا الموضع وصف لشدة هول يوم القيامة ، وهو من الله تعالى تذكير لعباده ، وتعجيب له عما يكون في ذلك اليوم من الأحوال والأفعال ، وسمى الله تعالى في كتابه ذلك اليوم بما يكون فيه من اختلاف الأحوال نحو قوله : { الحاقة } و{ والواقعة } وما أشبه ذلك .
فكذلك قوله تعالى : { القارعة } تذكير لهم بما وصف من حال ذلك اليوم وشدته ليتفكروا في العواقب ، ويتدبروا ما يستقبلهم في الأواخر من العذاب ، فيمتنعوا بذلك عما نهاهم الله تعالى عنه .
ثم إن الله تعالى خلق في بني آدم نفسا تدرك بها الشهوات واللذات في الدنيا ، وعقلا تتذكر به عواقب الأمور وأواخرها ، ويزيده ذلك تيقظا وتبصرا ، ثم العقل مرة يدعوها إلى نفسه حتى تميل إلى ما يدعوه في جزاء ما أطمع في العاقبة ، والنفس مرة تدعو ( إلى الشهوات واللذات ){[23995]} فيصير هواه وميله في ما يتلذذ من الشهوات في دنياه . وعلى ذلك تأويل قوله : { إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي } ( يوسف : 53 ) أي يرحمه ، ويعصمه عن اختيار السوء ، أي رحمه حتى جعل هواه في ما توجبه العواقب من الجزاء والثواب .
فكذلك ذكر الله تعالى عباده بما يستقبلهم من الأحوال في ذلك اليوم ليعملوا عقولهم في ( أذكاره وتذكره ){[23996]} ، فينزجروا عما زجرهم عنه ، أو يتذكروا ما{[23997]} وعد لهم من الجزاء في ذلك اليوم ، فيزدادوا بذلك حرصا في الخيرات .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.