تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَجَآءُو عَلَىٰ قَمِيصِهِۦ بِدَمٖ كَذِبٖۚ قَالَ بَلۡ سَوَّلَتۡ لَكُمۡ أَنفُسُكُمۡ أَمۡرٗاۖ فَصَبۡرٞ جَمِيلٞۖ وَٱللَّهُ ٱلۡمُسۡتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ} (18)

وقوله تعالى : ( وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ ) الدم لا يكون كذبا ، لكنه ، والله أعلم ، ( وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَم ) قد كذبوا فيه أنه دم يوسف ، وأن الذئب أكله ، ولم يكن . وقال الفراء : ( بدم كذب ) بدم مكذوب ؛ والعرب قد تستعمل المصدر في موضع المفعول .

ثم ( قال بل سولت لكم أنفسكم ) والتسويل هو التزيين /250-ب/ في اللغة . وتأويله ، والله أعلم : أي زينت لكم أنفسكم ، ودعتكم إلى أمر تفصلون ، وتفرقون بيني وبين ابني . لكنا [ لا ][ من م ، ساقطة من الأصل ] نعلم ما ذلك الأمر الذي زينت أنفسهم لهم ويشبه أن يكون ذلك قوله : ( قال يا بني لا تقص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا )[ الآية : 5 ] والله أعلم .

وقوله تعالى : ( فصبر جميل ) يحتمل وجهين :

[ أحدهما : ][ ساقطة من الأصل وم ] ( فصبر ) لا جزع فيه ( جميل ) نرضى بما ابتلينا به ؛ لأن الصبر هو كف النفس عن الجزع بذلك .

والثاني[ في الأصل وم : و ] : ( جميل ) لا مكافآت فيه لأنهم بما فعلوا بيوسف كانوا مستوجبين للمكافآت ، فقال : ( فصبر ) كف النفس عن الجزع بذلك ، وقال[ في الأصل وم : و ] : ( جميل ) لا مكافأة فيه ، والله أعلم .

وقوله تعالى : ( والله المستعان على ما تصفون ) أي وبالله أستعين على الصبر بما تصفون ، أو يقول : به أستعين على ما تقولون من الكذب حين تزعمون أن الذئب أكله ونحوه .