تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قَالَ ٱجۡعَلۡنِي عَلَىٰ خَزَآئِنِ ٱلۡأَرۡضِۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٞ} (55)

قوله تعالى : { قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ } سأل هذا لما علم أنه ليس في وسعهم القيام بإصلاح ذلك الطعام ، وعلم أنه لو ولي غيره الخزائن لم يعرف إنزال الناس من منازلهم في تقديم من يجب تقديمه ، والقيام بحاجة الأحق من غيره ، وعلم أنه إليه يرجع ، وتقع حوائج أكثر الناس [ في ][ ساقطة من الأصل وم ] منازلهم ، وبه قوام أبدانهم ، فسأله ليقوم بذلك كله ، وعلى يديه يجري .

وكذلك قال : { إني حفيظ عليم } قال بعضهم : { حفيظ } بما وليت { عليم } بأمره . وقيل { حفيظ } لما في الأرض [ من ][ ساقطة من الأصل وم ] غلة { عليم } بها .

وعن ابن عباس رضي الله عنه { حفيظ } لما تحت يدي { عليم } بالناس . وقيل : { حفيظ } بصير بتقديره { عليم } بساعات الجوع حين يقع { إني حفيظ } لما استحفظت { عليم } بحوائج الناس ، أو { عليم } بتقديم الأحق .