تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{أَتَىٰٓ أَمۡرُ ٱللَّهِ فَلَا تَسۡتَعۡجِلُوهُۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ} (1)

مقدمة السورة:

السورة النحل كلها مكية إلا ثلاث لأنها نزلت بالمدينة

الآية 1 : قوله تعالى : { أتى أمر الله فلا تستعجلوه } في قوله تعالى : { أتى أمر الله فلا تستعجلوه } وجوه{[10020]} :

أحدها : أن يعرف قوله : { أمر الله } [ وإرادته ، وما ]{[10021]} الذي استعجلوه ، وأن ما استعجلوه الساعة والقيامة بقوله : { يستعجل بها الذين لا يؤمنون } الآية ( الشورى : 8 ) ونحوه من الآيات .

والثاني{[10022]} : { أمر الله } رسوله الذي كان يستنصر به أهل الكتاب على المشركين كقوله : { وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا } الآية ( البقرة : 89 ) وكان يتمنى مشركو العرب أن يكون لهم رسول كسائر الكفرة كقوله : { وأقسموا بالله جهد أيمانهم } الآية ( فاطر : 42 ) فلا تستعجلوا ذهاب ما كنتم تتمنون بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم أو شيء آخر ، والله أعلم .

ثم إنه لم يُرد بقوله : { أتى أمر الله } وقوعه ، ولكن قربه ، أي قرب آثار أمر الله كما يقال : أتاك الخير ، وأتاك أمر كذا على إرادة القرب لا على الوقوع .

وجائز أن يكون قوله : { أتى أمر الله } أي ظهرت أعلام الله وآثاره ، وليس على إتيان أمره من مكان كقوله : { جاء الحق وزهق الباطل } وآثاره هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأنه كان به يختم النبوة . فهو كان إعلام الساعة على ما روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( بعثت أنا والساعة كهاتين ) ( البخاري : 6503 ) أشار إلى إصبعيه{[10023]} لقربهما منه ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { سبحانه وتعالى عما يشركون } سبحان هي{[10024]} كلمة إجلال الله يجريها على ألسن أوليائه على [ تبرئته مما ]{[10025]} قالت الملحدة فيه وتعاليه عن جميع ما نسبوا إليه من الولد والصاحبة والشريك وغيره من الأشباه والأضداد { وتعالى } عن ذلك . سبحان الله ، حرف يذكر على إثر شيء مستبعد أو مستعجب أو مستعظم جوابا لذلك ، وهو ما ذكره على إثر وصف وقول {[10026]} ، لا يليق بالله من الولد والشريك ونحوه ، فقال : سبحان الله على التنزيه مما{[10027]} وصفوه .


[10020]:في الأصل وم: وجهان.
[10021]:في الأصل: وأراد ما، في م: وأراد ما.
[10022]:في الأصل وم: وقال بعضهم.
[10023]:في الأصل وم: إصبعين.
[10024]:في الأصل وم: هو.
[10025]:في الأصل وم: تبرئة ما.
[10026]:في الأصل وم: وقوله.
[10027]:من م، في الأصل: فما.