تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰٓ إِذَا لَقِيَا غُلَٰمٗا فَقَتَلَهُۥ قَالَ أَقَتَلۡتَ نَفۡسٗا زَكِيَّةَۢ بِغَيۡرِ نَفۡسٖ لَّقَدۡ جِئۡتَ شَيۡـٔٗا نُّكۡرٗا} (74)

الآية 74 : و قوله تعالى : { فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله قال أقتلت نفسا زكية{[11767]} بغير نفس } يحتمل هذا الكلام أيضا وجهين : ( أحدهما ){[11768]} : على الإنكار و الرد عليه .

و الثاني : على الاستفهام و السؤال على ما ذكرنا في الأول : { أقتلت نفسا زكية بغير نفس } أو بحق ؟ أو لماذا ؟ أو على الإنكار و الرَّدِّ على ما رأى في الظاهر قتل نفس ، ولم يعرف الوجه الذي به يجب القتل .

و قوله تعالى : { لقد جئت شيئا نكرا } هو على ما ذكرنا على الإنكار ظاهر ، و على الاستفهام و السؤال على الإضمار : { أقتلت نفسا زكية بغير نفس } فلئن فعلت } لقد جئت شيئا نكرا } أي منكرا .

ثم اختلف في قوله : { نكرا } قال بعضهم : { نكرا } أكبر من قوله { إمرا } لأن فيه مباشرة القتل و إهلاك النفس بغير نفس ، فهو أكبر . وليس في نفس الخرق إهلاك ، وقد يجوز ألا يهلك .

و قال بعضهم : قوله : { إمرا } أكبر من قوله : { نكرا } لأن فيه إهلاك جماعة ، وههنا إهلاك واحدة ، فهو دون الأول ، والله أعلم .


[11767]:في الأصل زاكية و هي قراءة نافع و ابن كثير و أبي عمرو، انظر معجم القراءات القرآنية ح3/583.
[11768]:ساقطة من الأصل و م.