تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَٱتَّخَذَتۡ مِن دُونِهِمۡ حِجَابٗا فَأَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرٗا سَوِيّٗا} (17)

الآية 17 : وقوله تعالى : { فاتخذت من دونهم حجابا } قال بعضهم : احتجبت من دونهم بالغيبة عنهم . وقال بعضهم : { فاتخذت من دونهم حجابا } أي سترا . وقال مقاتل : اتخذت من دونهم من الجبل حجابا وسترا ، أي جعلت الجبل بينها وبين أهلها فلم يرها أحد .

وقوله تعالى : { فأرسلنا إليها روحنا } قال أبي ابن كعب : هو روح عيسى أرسله الله إلى مريم في صورة بشر { فتمثل لها بشرا سويا } وقال غيره من أهل التأويل : { فأرسلنا إليها روحنا } جبريل . وقد سمى الله جبريل روحا في غير آية من القرآن ( كقوله ){[11937]} : { قل نزله روح القدس من ربك بالحق } ( النحل : 102 ) ( وقوله تعالى ) {[11938]} : { فتمثل لها بشرا سويا } أي لم يكن به أثر غير بشر ، وقال بعضهم : { بشرا سويا } لا عيب فيه ، ولا نقصان ، بل كان سويا صحيحا كاملا ، والله أعلم .


[11937]:ساقطة من الأصل و م.
[11938]:في الأصل و م: وغيره.