{ فاتخذت } أي ضربت { من دونهم } أي من دون أهلها { حجابا } أي حاجزا وسترا يسترها عنهم لئلا يروها حال العبادة أو حال التطهر من الحيض ، والحجاب الستر والحاجز { فأرسلنا إليها روحنا } هو جبريل عليه السلام ليبشرها بالغلام ولينفخ فيها فتحمل به .
وقد اختلف الناس في نبوة مريم ، فقيل إنها نبية لمجرد هذا الإرسال إليها ومخاطبتها للملك ، وقيل لم تكن نبية لأنه إنما كلمها الملك وهو على مثال البشر ، والمتفق عليه أن المنفي وحي الرسالة لا مطلق الوحي ، والوحي هنا إنما هو بشارة الولد لا بالرسالة ، وقد تقدم الكلام على هذا في آل عمران ، وقيل هو روح عيسى لأن الله سبحانه خلق الأرواح قبل الأجساد . والأول أولى لقوله { فتمثل } أي جبريل عليه السلام { لها } بعد لبسها ثيابها { بشرا سويا } تاما مستوي الخلق لم يفقد من نعوت بني آدم شيئا .
وقال البيضاوي :ولعله أي التمثل ليهيج شهوتها فتنحدر نطفتها إلى رحمها ، إ ه قال في الخميس في أحوال أنفس نفيس : فيه نظر ، انتهى ، ولم يبين أحد هذا النظر الصحيح لا هو ولا غيره من المفسرين فيما تصفحت إلا أبا السعود حيث قال : هو مع مخالفته لمقام بيان آثار القدرة الخارقة للعادة يكذبه قوله تعالى :
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.