{ فاتخذت من دونهم حجابا } أي : سترا يسترها عن الناس .
ويروى أن مريم كانت في منزل زكرياء ، وكان زوج أختها ، وكان لها محراب تصلي فيه ، وكان زكرياء إذا خرج أغلق عليها الباب ، فآذاها يوما القمل في رأسها فتمنت لو وجدت خلوة إلى الجبل تفلي فيه رأسها ، فانفرج لها السقف وخرجت والبيت مقفل{[43975]} في يوم شديد البرد ، فجلست في شرفة من الشمس ، وأتى زكرياء فلم يجدها فبينما{[43976]} هي جالسة إذ أتاها{[43977]} جبريل صلى الله عليه وسلم في صورة البشر في أحسن صورة شاب مقصص{[43978]} عليه البياض وعليه تاج مكلل بالدر والياقوت ، ومريم يومئذ بنت أربع عشرة سنة ، فلما أن رأت جبريل عليه السلام يصعد نحوها نادته { إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا } . أي إن كنت تتقي الله فكان من شأنها ما قص الله علينا .
ثم قال تعالى : { فأرسلنا إليها روحنا }[ 16 ] .
قال قتادة وابن جريج{[43979]} ووهب بن منبه{[43980]} : هو جبريل صلى الله عليه وسلم .
وقيل : الروح : عيسى ، لأنه روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم .
وقيل{[43981]} : معناه ، فدخل الروح في مريم فتمثل لها بشرا سويا . أي تمثل فيها ، يعني عيسى .
قال أبي بن كعب{[43982]} : ( كان روح عيسى بن{[43983]} مريم من{[43984]} الأرواح التي أخذ الله تعالى ذكره عليها{[43985]} الميثاق ، فأرسل ذلك الروح إلى مريم ، فدخل من{[43986]} فيها ، فحملت بعيسى عليه السلام{[43987]} . والله أعلم بذلك كله .
والصحيح أنه جبريل عليه السلام لقوله : ( فتمثل لها بشرا ) لأن عيسى بشر ، ومعناه فتشبه لها في صورة آدمي ، سوي الخلق ، معتدلة . وإنما{[43988]} سمي جبريل صلى الله عليه وسلم روحا ، لأنه يأتي بما يحيى به العباد من الوحي ، ولهذا سمي عيسى{[43989]} أيضا روحا ، وسمي القرآن روحا .
وقيل{[43990]} : إنما اعتزلت لتغتسل من الحيض .
وقيل{[43991]} : لتخلو بالعبادة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.