الآية 25 : وقوله تعالى : { وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا } فيه دلالة لزوم الكسب لأنه أمر مريم أن تهز النخلة لتتساقط عليها ( الرطب . ولو شاء لسقط من غير فعل يكون منها لِتَجْتَنِيَ هي . وذلك عليها ) {[11952]} أهون وأيسر على ما كان رزقها عند ما كانت مَؤُنَتُهَا على زكريا .
وفيه دلالة ألا يسع للمرء المسألة ما دام به أدنى قوة يقدر على قوته . وفيه دليل أن زكريا كان أفضل منها ، وأكبر منزلة عند الله حين{[11953]} رزقها عندما كانت في عيال زكريا من غير تكلف كان من زكريا ولا مَؤُنَةٍ .
فلما فارقت زكريا أمرها بالكسب .
وفيه دلالة أن الآيات التي تكون للأنبياء يجوز أن يجريها على غير أيدي الأنبياء حين{[11954]} جعل لمريم نخلة يابسة رطبة ، تثمر رطبا ، وحين{[11955]} جعل من تحتها سريا أي نهرا جاريا ، وحين{[11956]} رزقها عندما كانت في عيال زكريا من غير تكلف أحد .
فذلك يشبه آيات الأنبياء والرسل ويقارنها . وهذه المحن التي امتحن بها مريم ، في الظاهر عظيمة عند الناس ، وفي الباطن من أعظم كراماته إليها ، لأنه أخبر أنه تعالى اصطفاها على نساء العالمين بقوله : { إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين } ( آل عمرن : 42 ) وسماها صديقة بقوله : { وأمه صديقة } ( المائدة : 75 ) وذلك لا يسمى إلا من بلغ من البشر في الصدق ( والصبر غايتهما ){[11957]} والله أعلم .
وقال بعضهم في قوله : { فناداها من تحتها } أي من تحت النخلة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.