الآية 46 : وقوله تعالى : { أفلم يسروا في الأرض }هلا ساروا في الأرض ؟ { فتكون لهم قلوب يعقلون بها } فينظروا ليعرفوا ما حل بأولئك بالتكذيب ، فيمتنعوا{[13147]} عنه { أو آذان يسمعون بها }أي ( أفلم ){[13148]} يسروا فيستمعوا إلى الأخبار التي{[13149]} فيها ذكر هلاكهم وما نزل بهم بالتكذيب والعناد ؟ لأن ما حل بالأولين إنما يعرف{[13150]} بأحد أمرين : إما بالمعاينة بالنظر إليهم وإما بالسماع من الأخبار .
( ويحتمل ){[13151]} أن يكون قوله : { أفلم يسروا في الأرض }أي قد ساروا في الأرض لكن لم تكن لهم قلوب وعقول{[13152]} أو أفهام يعقلون بها ما نزل بأولئك بالتكذيب فيعتبروا بذلك ، ولا كانت لهم آذان يسمعون ( بها ){[13153]} ما حل بهم . أي كانت لهم عقول ، يعقلون بها لو نظروا حق النظر ، وآذان يسمعون بها لو سمعوا حق السماع ، لكنهم لم{[13154]} ينتفعوا بعقولهم وأسماعهم .
نفى ذلك عنهم ، وهو ما قال{ فإنها لا تعمى الأبصار }الظاهرة{ ولكن تعمى القلوب التي في الصدور }وهو ما نفى عنهم السمع والبصر لتركهم الانتفاع بها ( كقوله ){[13155]} : { صم بكم عمي }( البقرة : 18 و 171 ) .
وقال بعضهم : هذه الآية في شأن عبد الله بن زائدة بن مكتوم الأعمى . معناه : أن العمى عمى القلب ليس عمى البصر ، وهو كان ( أعمى ){[13156]} البصر لا أعمى القلب . هذا معناه إن ثبت ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.